لفت التكهنات وتعددت السيناريوهات حول مقتل قائد مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية، يفيغني بريغوجين، والذي شكل حالة من الصدمة وسط غموض يلف حادثة تحطم الطائرة شمالي العاصمة الروسية موسكو.
كريستينا راسبوبوفا وهي مضيفة الطيران الوحيدة على متن الرحلة، وقبل ساعات من إقلاعها نشرت على حسابها في منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، صورة لوجبة العشاء الأخيرة قبل صعود الطائرة.
"راسبوبوفا" أبلغت أفراد أسرتها بأن الطائرة تأخرت بسبب "فحص فني وإصلاحات لم يكشف عنها"، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ولم يكن بريغوجين وحده على متن طائرة رجال الأعمال الخاصة من طراز "إمبراير 135"، بل كان معه 6 من مرافقيه بمن فيهم مساعده دميتري أوتكين، وطاقم الطائرة المؤلف من 3 أشخاص وهم الطيار ومساعده والمضيفة، وكانت الطائرة متجهة من موسكو إلى سان بطرسبورغ عندما تحطمت في سماء منطقة تفير.
للحادثة تفاصيل تبدو غامضة مثيرة للتساؤلات حول ما إذا كان الحادث عرضيًا أم عملًا انتقاميًا، أم فتورة دفعها بريغوجين ثمنًا لمحاولة الانقلاب الفاشلة ضد الكرملين في يونيو الماضي.
وروجت تقارير غربية مقطع فيديو سابقًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول فيه إنه "لا يتسامح مع الخيانة"، وربطته مع حادث تحطم طائرة بريغوجين.
وسائل إعلام روسية، أفادت بأن السلطات الأمنية تحقق في فرضية وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة الخاصة، التي تحطمت مساء الأربعاء وكان على متنها 10 أشخاص، بينهم قائد مجموعة "فاغنر".
وأشارت مصادر محلية إلى أنه "يجري التحقق من فرضية وجود عبوة ناسفة على متن الطائرة، وسط محدودية دائرة الأشخاص الذين كان يمكنهم تثبيتها".
وكانت طائرة "Embraer Legacy" خضعت لعمليات صيانة على مدى 10 أيام سبقت رحلتها الأخيرة.
وعشية الحادث، طار مساعد ربان الطائرة رستم كريموف لاستقلال الطائرة بعد الصيانة والعودة بها إلى سان بطرسبورغ، وذلك مع مجموعة من الركاب، من بينهم بريغوجين وديميتري أوتكين، مؤسس فاغنر.
وقالت المصادر: "لا يمكن استبعاد زرع المتفجرات على متن الطائرة في موقف الإصلاح"، مبرزة أن هناك "فرضية زرع العبوة الناسفة ضمن حجرة إحدى عجلات الهبوط قائمة".
وأضاف: "المعلومات الأولية تشير إلى أن انفجارًا وقع في إحدى العجلات في الهواء، مما أسفر عن سقوط أحد أجنحة الطائرة".
وتابعت: "نتيجة الانفجار وانخفاض الضغط غاب جميع من كانوا على متن الطائرة عن وعيهم بشكل فوري، مما منع الطاقم من الإبلاغ عن حالة الطوارئ".
(نتائج أولية)
لجنة التحقيق الروسية، في مقتل قائد مجموعة "فاغنر"، أعلنت اليوم أنه تم التعرف على رفات جميع الركاب العشرة الذين كانوا على متن الطائرة التي تحطمت يوم الأربعاء الماضي.
وقالت اللجنة، في بيان نُشر على حسابها على تطبيق "تيليغرام": "كجزء من التحقيق في حادث تحطم الطائرة في منطقة تفير، تم الانتهاء من الفحوصات الجينية الجُزيئية، ووفقًا للنتائج، تم التعرف على هويات جميع القتلى العشرة، والذين تتوافق هوياتهم مع القائمة المذكورة على متن الرحلة"، والتي كان تم إدراج اسم بريغوجين فيها.
وسقطت الطائرة الخاصة من ونوع "إمبراير ليغاسي 600"، التي كانت تقل بريغوجين وبعضًا من مساعديه، شمال موسكو بينما كانت في طريقها إلى سان بطرسبرغ، وفور سقوط الطائرة فتح محققون بحثًا جنائيًا، للتأكد من وفاة بريغوجين، الذي كان أسمه مُدرجًا ضمن قائمة ركاب الطائرة، إضافة إلى أبرز مساعديه دميتري أوتكين وثمانية أشخاص آخرين.
ووقع الحادث بعد أقل من شهرين تمرد قائد "فاغنر"، ومجموعته العسكرية، حيث سيطروا على منطقة عسكرية في جنوب روسيا وزحفوا باتجاه موسكو، قبل أن يتمكن رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو، من إنهاء التمرد، بعد وساطة قادها بين السلطات الروسية وقادة "فاغنر".
وعقب الاتفاق غادر بريغوجين إلى بيلاروسيا، لكنه أصبح يتردد بعد ذلك على روسيا، والعاصمة موسكو، وكان آخر ظهور له في مقطع فيديو تحدث فيه من مدينة قال إن درجة حرارتها 50 مئوية، ويُعتقد أنها في أفريقيا.