لم يظهر منذ شهر.. الصين تعزل "كاتم أسرار الرئيس" وتعين وزيرًا جديدًا للخارجية

مشاركة
تشين غانغ تشين غانغ
حياة واشنطن-تقرير 11:00 ص، 25 يوليو 2023

أعلن البرلمان الصيني، اليوم الثلاثاء، عزل وزير الخارجية تشين غانغ من منصبه وتعيين رئيس مكتب مفوضية الشؤون الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي، وزيرًا جديدًا للخارجية.

وكان تشين غانغ قد شغل منصب وزير الخارجية بالفعل من ديسمبر 2022، إلا أنه لم يظهر علنًا خلال الشهر الماضي، ولم تعلق وزارة الخارجية الصينية على مكان وجوده أو حالته الصحية.

في الوقت نفسه، سربت وسائل إعلام غربية أنباء عن علاقة مزعومة للوزير خارج إطار العلاقة الزوجية بصحفية من إحدى القنوات التلفزيونية الصينية، ما قد يكون سببًا في اختفائه من المجال العام.

(غياب غانغ)

غاب وزير الخارجية الصيني تشين غانغ عن الحيز العام منذ زهاء شهر، مما أثار تكهنات واسعة عن أسباب غيابه عن المشهد في وقت تشهد فيه بكين حراكًا دبلوماسيًا خصوصًا لجهة علاقتها مع الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، بثت وكالة الصحافة الفرنسية تقريرًا تضمن معلومات عن الوزير الغائب - وفق الوكالة - منذ أواخر يونيو/حزيران الماضي، وكذلك تساؤلات عمن يخلفه في غيابه، وعن أصداء هذا الغياب.

(من هو تشين غانغ؟)

عُيّن تشين غانغ وزيرًا للخارجية في ديسمبر/كانون الأول 2022، وهو من المقربين من الرئيس الصيني شي جين بينغ وأحد كاتمي أسراره.

وقبل ذلك، أمضى الدبلوماسي البالغ من العمر 57 عامًا، سنوات عدة في السفارة الصينية لدى لندن، وهو يتحدث الإنجليزية بطلاقة.

ويعتبر تشين غانغ أحد "الذئاب المقاتلة"، وهي التسمية التي اصطلح على اعتمادها لوصف جيل من الدبلوماسيين الصينيين الذين غالبًا ما يلجؤون إلى تصريحات حادة للرد على الانتقادات الغربية لبكين.

وقال تشين عام 2020 إن صورة الصين في الغرب تراجعت، لأن الأوروبيين والأمريكيين - لاسيما في وسائل إعلامهم - لم يقبلوا مطلقًا النظام السياسي للصين أو صعودها الاقتصادي عالميًا.

وقبل تعيينه وزيرًا، كان سفيرًا للصين في واشنطن، في منصب عزز من خلاله حضوره العلني عبر المشاركة في مناسبات عامة وإطلالات إعلامية متكررة لشرح موقف بلاده من قضايا عدة.

وبعد تعيينه وزيرًا، حفل جدول أعماله بزيارات إلى دول في أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى، إضافة إلى استضافة كثير من الزوار الأجانب في بلاده.

(أين هو؟)

يعود الظهور العلني الأخير لتشين غانغ إلى 25 يونيو/حزيران الماضي، حين التقى في بكين أندري رودنكو نائب وزير الخارجية الروسي.

لكن التكهنات بشأن وضعه بدأت في أعقاب غيابه عن اجتماع عالي المستوى لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في إندونيسيا بعد آخر ظهور له بأسبوعين.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن "أسبابًا صحية" تقف وراء ذلك.

إلا أن هذه التصريحات لم تخفف من حدة التكهنات، خصوصًا أن الوزارة تجاهلت منذ ذلك الحين أي أسئلة إضافية بشأن الوزير.

وكتب المعلق في صحيفة "غلوبال تايمز" الرسمية هو شينغين إن "الجميع قلق بشأن أمر لا يمكن نقاشه بشكل علني".

وشدد عبر منصة "ويبو" الاجتماعية في الصين على أهمية "إيجاد توازن بين الحفاظ على الوضع (الرسمي) واحترام حق الجمهور بالمعرفة".

ويوم أمس الاثنين، أكدت وزارة الخارجية الصينية أن "النشاطات الدبلوماسية للصين تمضي قدمًا بشكل ثابت". وردًا على سؤال بشأن غياب الوزير، قالت المتحدثة باسم الوزارة ماو نينغ للصحفيين "لا معلومات لدي للإدلاء بها".

إلا أن هذا الابتعاد المطول بدأ يثير أسئلة متعددة، لا سيما لجهة سير العمل في وزارة تعد محورية في رسم السياسة العامة لقوة عظمى آخذة في الصعود.

(إقالة محافظ البنك المركزي)

بموازاة ذلك، أعلنت الصين، إقالة يي غانغ من منصب محافظ البنك المركزي وتعيين بان غونغشينغ كمحافظ جديد.

وتأتي الموافقة على ترقية المحافظ الجديد من قبل الهيئة التشريعية الاحتفالية، الكونجرس الشعبي الوطني، في أعقاب التعيينات الأخرى على مستوى مجلس الوزراء التي تم الإعلان عنها في مارس.

تجدر الإشارة إلى أن محافظ البنك المركزي الصيني الذي يسيطر عليه الحزب الشيوعي الحاكم، هو الشخصية الصينية الأبرز في الدوائر المالية، لكن صلاحيات هذا المنصب محدودة.

وكان بان غونغشينغ، قد التقى في 8 يوليو مع وزيرة الخزانة الأمريكية الزائرة جانيت يلين، مما أعطى إشارة إلى أنه تمت ترقيته.

كما كان من المفترض على نطاق واسع أن يكون في طابور المرشحين للمنصب بعد أن تم تعيينه سكرتيرًا للحزب الشيوعي للبنك المركزي.