أكد قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الموافقة على وقف النار لإيصال المساعدات للمحتاجين، وذلك بعد الاتفاق بين طرفي النزاع على تمديد الهدنة السابقة.
وقال البرهان - خلال جولة لتفقد الجنود، اليوم الثلاثاء - : "لم نستخدم حتى الآن القوة المميتة أو المفرطة، لكن إذا أصر الدعم السريع سنضطر لاستخدامها".
وأضاف: "قواتنا الرئيسية لا تزال موجودة على الأرض، عكس ما يقال في الإعلام"، مؤكدًا أن الجيش يسيطر على جميع المواقع العسكرية في البلاد بشكل كامل.
يشار إلى أن هذا ثاني ظهور عام للبرهان منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل الماضي.
فقد نشر الجيش في 17 مايو الحالي، مقاطع مصورة تظهر البرهان وهو يتفقد جنودًا داخل مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم.
وكانت السعودية والولايات المتحدة، أعلنتا أمس، أن ممثلي الجيش والدعم السريع اتفقا في جدة على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام.
كما أعلنتا أن الطرفين المتصارعين اتفقا على "مناقشة وقف إطلاق نار طويل الأمد، قد يستلزم إخلاء القوات من المناطق الحضرية، بما في ذلك منازل المدنيين".
وشددت الرياض وواشنطن على أنه "لا يزال يتعين على الطرفين التقيد بالتزاماتهما بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار قصير الأمد المبرمة في 20 مايو الجري، وإعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان".
وكان الصراع بين البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تفجر يوم 15 أبريل، بعد أن كانا يستعدان للتوقيع على اتفاق إطاري يحدد ملامح عملية انتقال سياسي جديدة في البلاد تمهد لإجراء انتخابات عامة تحت قيادة حكومة مدنية، بعد أن حلا معًا حكومة سابقة كانت مؤلفة من مدنيين في أكتوبر 2021.ما قلب المشهد رأسًا على عقب، ودفع البلاد إلى أتون الاقتتال، بعد أن كان الآلاف من السودانيين يأملون بالعودة إلى المسار الديمقراطي.
اقرأ ايضا: السودان.. حلفاء البرهان يلوحون بالتمرد فهل تنهار التحالفات؟
وأسفرت المواجهات عن مقتل أكثر من 700 شخص وإصابة آلاف آخرين، فضلاً عن نزوح قرابة 1.4 مليون شخص إلى أماكن أخرى داخل السودان أو إلى دول مجاورة، علمًا بأنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى بكثير.