استشهد قيادي خامس في "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، في قصف نفذته قوات الاحتلال لمنزل في خانيونس، جنوب قطاع غزة، في وقت كثفت القاهرة من تحركاتها لتحقيق وقف لإطلاق النار، قبل تفاقم الأوضاع إلى حد حرب مفتوحة.
وقصفت مروحيات الاحتلال بصاروخ منزلا في بلدة بني سهيلا، في الطرف الجنوبي لقطاع غزة، والتي تبعد نحو كيلومترين إلى الشرق من خانيونس، ما أسفر عن استشهاد القيادي في "سرايا القدس" أحمد أبو دقة، واصابة عدد من سكان المنزل.
وأكدت وزارة الصحة بغزة وصول شهيد وأربع إصابات بجراح مختلفة إلى مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان: "في عملية مشتركة للجيش الإسرائيلي والشاباك، تم إغتيال نائب قائد القوة الصاروخية في منظمة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، والذي كان له دور كبير في قيادة وتنفيذ إطلاق النار على إسرائيل".
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الثلاثاء الماضي، عدوانا على قطاع غزة، إذ استهدفت مقاتلات الاحتلال عدة مواقع في القطاع، وركز الاحتلال على قيادات "سرايا القدس"، إذ أن أبو دقة هو خامس قيادات السرايا، الذين ارتقوا منذ بدء العدوان، ليلحق بكل من: الشهيد جهاد شاكر الغنام، أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، الشهيد خليل صلاح البهتيني، عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، الشهيد طارق محمد عزالدين، أحد قادة العمل العسكري بسرايا القدس في الضفة الغربية، والشهيد علي غالي، مسؤول الوحدة الصاروخية في السرايا.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنه أوعز لقوات الأمن بالاستعداد لإمكانية توسيع دائرة إطلاق القذائف الصاروخية، واتخاذ كافة الوسائل المطلوبة من أجل الإعدادا لسلسلة عمليات عسكرية أخرى، وذلك في أعقاب تقييم للوضع الأمني أجراه مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المسوى، للإذاعة العامة الإسرائيلية، إن وفدا مصريا في طريقه إلى إسرائيل "في إطار محادثات وقف إطلاق النار"، مضيفا: "تل أبيب لن تلتزم لمصر أو أي طرف بالتوقف عن عمليات الاغتيال مقابل وقف إطلاق النار في قطاع غزة".
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مسؤول إسرائيلي قوله، في تصريح وزعه مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إنه "لم يتم التوصل لأي اتفاق لوقف إطلاق النار"، مضيفا: "الاتصالات مستمرة مع مصر ولم يتم تقديم أي التزامات أو وعود لها، ولن نقبل بأي شروط، ولم نلتزم بوقف عمليات الاغتيال".
وفي القاهرة، انطلقت مفاوضات بين مسؤولي الاستخبارات المصرية، ووفد من حركة "الجهاد الإسلامي"، برئاسة محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية في المكتب السياسي للحركة، لبحث شروط الحركة لوقف إطلاق النار في غزة.
في غضون ذلك، شيعت جماهير غفيرة من الفلسطينيين في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، اليوم الخميس، جثمان الشهداء علي غالي مسؤول الوحدة الصاروخية في "سرايا القدس"، وشقيقه محمود ووابن شقيقته، وردد المشيعون الهتافات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية، والمنددة بالاحتلال وجرائمه وعدوانه على قطاع غزة.
اقرأ ايضا: استشهاد 8 فلسطينيين بينهم 6 أطفال وسيدات في قصف خيمة تؤوي نازحين بخانيونس
