منعت الولايات المتحدة الأمريكية، مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان بإدانة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الثلاثاء الماضي، عدوانا على قطاع غزة، إذ استهدفت مقاتلات الاحتلال عدة مواقع في القطاع، ما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيا بينهم 4 من قيادات "سرايا القدس" (الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي)، وردت قصفت فصائل المقاومة الفلسطينية، بقصف مستوطنات ومدن إسرائيلية عديدة، بمئات الصواريخ.
اقرأ ايضا: أبو عبيدة: مقتل أسيرة إسرائيلية جراء العدوان على شمال غزة
وثارت مخاوف من تفاقم الصراع إلى حد اندلاع حرب جديدة ضد قطاع غزة، خصوصا في ظل وجود أصوات يمينية متشددة في الائتلاف الحكومي بدولة الاحتلال، تتبنى شن تلك الحرب.
وعقد مجلس الأمن جلسة طارئة حول العدوان الإسرائيلي، بطلب من الامارات والصين وفرنسا.
وعرضت الصين، خلال الجلسة، إصدار بيان صحفي حول العدوان، يدعو للحد من التوترات، وهو ما أيدته سويسرا والبرازيل ومالطا واليابان، لكن الولايات المتحدة رفضت إصدار هذا البيان، وأوضحت أن الدبلوماسية الإقليمية الهادئة جارية.
وفي مستهل الجلسة، أدان السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور، استهداف المدنيين الفلسطينيين بما في ذلك النساء والأطفال، داعيا أعضاء مجلس الأمن إلى زيارة الأراضي الفلسطينية للإطلاع على الأوضاع فيها، وطالب بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، بما في ذلك نشر قوة دولية مؤقتة في غزة.
من جانبه، أعرب مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند، عن قلقه إزاء تدهور الوضع في الأراضي الفلسطينية، مشيراً إلى قلقه من قتل السكان المدنيين في قطاع غزة، وخاصة الأطفال.
وانتقد إغلاق السلطات الإسرائيلية للمعابر مع غزة، ومنع نقل المساعدات الإنسانية، ومنع مرور 20 من موظفي الأمم المتحدة وموظفي المنظمات الدولية الأخرى للقطاع.
من جانبها، انتقدت روسيا، الولايات المتحدة ودعتها إلى إنهاء "احتكارها" للقضية الفلسطينية على الساحة الدولية، وقال ممثل روسيا في الجلسة: "إسرائيل تفعل ما تشاء بفضل الحماية الأمريكية الممنوحة لها".
كما أدانت الإمارات الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع، التي قالت إنها تُزعزع استقرار الوضع، وتعرقل الجهود الرامية إلى دفع حل الدولتين.
وأدانت فرنسا الهجمات ضد السكان المدنيين عموما، ودعت إلى الامتثال للقانون الدولي، وانتقدت إسرائيل لفشلها بالوفاء بالوعود التي قطعتها لها وللولايات المتحدة بشأن تجميد بناء المستوطنات.
من جهتها، دعت الصين لرفع القيود المفروضة على غزة، وحثت مجلس الأمن على تكثيف جهوده للتوصل إلى حل.
في غضون ذلك، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة ، جلعاد إردان، إنه تم منع مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان يدين إسرائيل بسبب العملية العسكرية الحالية على غزة.
وأضاف إردان لراديو "الجيش الإسرائيلي": "نجحنا في وقف اقتراح في مجلس الأمن الدولي لنشر بيان يدين إسرائيل، وجلسة الاستماع انتهت بلا شيئ".
وفي السياق ذاته، أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، اتصالا هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي تساحي هنغبي، بحثا فيه التطورات في غزة.
اقرأ ايضا: اسـتشهاد عشرات الفلسطينيين في هجمات إسرائيلية على قطاع غزة
وجدد سوليفان التأكيد على دعم الإدارة الأمريكية الصارم لأمن إسرائيل، وكذلك حقها في الدفاع عن شعبها من الهجمات الصاروخية، مشيرا إلى الجهود الإقليمية المستمرة للتوسط لوقف إطلاق النار، وشدد على الحاجة إلى تهدئة التوترات ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.