لماذا تمنع إسرائيل إجراء اختبارات الحمض النووي؟

مشاركة
راتب ربيع راتب ربيع
حياة واشنطن _ مقالات 12:18 م، 17 نوفمبر 2024

مقال: راتب ربيع

عندما أجريت اختبار الحمض النووي الخاص بي، أكدت النتائج أنني عربي فلسطيني سامي بنسبة 100%، مع جذور مترسخة بقوة في منطقة المشرق تاريخياً.

وأثبتت اختبارات الحمض النووي أنها أداة قوية تقدم فوائد كبيرة في مجالات مثل الأنساب والجذور العائلية والتراث الشخصي.

وتتيح هذه الاختبارات للأفراد اكتشاف أصولهم الجينية، والتواصل مع الأقارب، واستكشاف شجرة العائلة.

وفيما يلي بعض الفوائد الرئيسية لاختبارات الحمض النووي ذات الصلة بهذا النقاش:

1. الكشف عن الجذور الجينية:

تساعد اختبارات الحمض النووي الأفراد على تتبع أصولهم واكتشاف جذورهم الجغرافية، مما يعزز ارتباطهم العميق بتراثهم.

2. ربط العائلات:

تمكن هذه الاختبارات الناس من اكتشاف أقاربهم، ورسم شجرة العائلة، وحتى العثور على أفراد عائلة مجهولين. هذا مفيد بشكل خاص لفهم التاريخ المشترك وتعزيز الروابط الأسرية.

3. تقدير الخلفية العرقية:

تقدم اختبارات الحمض النووي رؤى حول التركيب العرقي للشخص، وتحدد المساهمات الجينية من مناطق مختلفة.

تأثيرات هذه الاختبارات على السياق التاريخي والجيوسياسي

قد يكون لهذه القدرات تأثيرات كبيرة على السياق التاريخي والجيوسياسي لإسرائيل وفلسطين. واعتقد أن أحد الأسباب التي تجعل إسرائيل تعارض انتشار اختبارات الحمض النووي على نطاق واسع هو الخوف من دحض السردية القائلة بأن العديد من الصهاينة في فلسطين التاريخية مرتبطون مباشرة بالشعوب السامية في المنطقة.

الكشف عن الحقائق الوراثية

وربما تكشف اختبارات الحمض النووي أن نسبة كبيرة من الصهاينة في فلسطين التاريخية يتمتعون بأصول أوروبية إلى حد كبير، ما يعكس هجرات من أوروبا الشرقية والوسطى بدلاً من سلالة سامية مستمرة، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى تقويض الادعاءات بالارتباط التاريخي بالمشرق وكشف الجذور الأوروبية لغالبية السكان اليهود في إسرائيل اليوم.

ويشمل المشرق فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وأجزاء من العراق، وهي منطقة غنية بالثقافات واللغات والأديان المتنوعة.

مصطلح "المشرق" نفسه ينبع من القواميس الاستعمارية والتجارية الأوروبية، حيث يعكس جهداً لتعميم هوية المنطقة بدلاً من إبراز خصوصيتها التاريخية والثقافية.

اختبارات الحمض النووي وقضية الأرض

وإذا كان من الممكن حل مسألة الحق التاريخي في الأرض من خلال اختبارات الحمض النووي، فمن المرجح أن تُظهر النتائج أن السكان الأصليين لفلسطين التاريخية، الذين يتألفون من المسلمين والمسيحيين واليهود الفلسطينيين، يتشاركون تراثاً سامياً عميق الارتباط بالمنطقة. وهذا يتناقض مع الأصول الأوروبية الكبيرة للعديد من المستوطنين اليهود الذين وصلوا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

طريق نحو السلام

ومن أجل السلام، اعترف الفلسطينيون بالفعل بسيادة إسرائيل على 78% من فلسطين التاريخية، وقبلوا بنسبة 22% فقط كدولة لهم. يعكس هذا الحل التاريخي استعداداً للتعايش. ومع ذلك، إذا استمر قادة إسرائيل في رفض مثل هذه المقترحات، يمكن أن تكون إحدى الطرق لحل المسألة هي إجراء اختبارات الحمض النووي، ودع النتائج تتحدث للعالم، كاشفةً الحقيقة حول السكان الأصليين للمنطقة وارتباطاتهم التاريخية العميقة.

الخلاصة

وتنبع معارضة إسرائيل لتبني اختبارات الحمض النووي من احتمال زعزعة الروايات الراسخة منذ فترة طويلة، إذ يتم سرقة تراثي وأصولي وأرضي وادعاؤها من قبل الآخرين.

فمصطلح "السامية" يعود إلى "سام"، أحد أبناء نوح في الكتاب المقدس، وقد تم استخدامه تاريخياً في علم اللغة والأنثروبولوجيا لوصف مجموعة من الشعوب المرتبطة باللغة والتراث الثقافي.

وهذا يشمل ليس فقط الشعب اليهودي، بل أيضاً العرب ومجموعات عرقية أخرى من المنطقة، لذا كيف يمكن اتهامي بمعاداة السامية؟.

إن معاداة جذوري وهويتي هو اتهام ظالم ومؤلم للغاية.

والشعوب السامية، هي:

1. العبرانيون: الشعب اليهودي القديم والحديث الذين يتحدثون العبرية ولهم ارتباط تاريخي بالأرض المقدسة.

2. العرب: مجموعة متنوعة من الشعوب التي تتحدث اللغة العربية، وتوجد في دول العالم العربي، بما في ذلك شبه الجزيرة العربية، وشمال أفريقيا، وأجزاء من بلاد الشام.

3. الإثيوبيون: تحديداً أولئك الذين يتحدثون اللغة الأمهرية ولغات سامية أخرى في إثيوبيا.

4. الآشوريون: مجموعة عرقية تعود أصولها التاريخية إلى بلاد ما بين النهرين القديمة، ويتحدثون بلهجات مختلفة من الآرامية.

نبذة عن الكاتب:

راتب ربيع، هو رائد اجتماعي مميز، يكرس جهوده من أجل السلام والعدالة للفلسطينيين، ويسعى إلى إنشاء نوع جديد من القيادة التحويلية التي تلبي الاحتياجات الاجتماعية الأساسية وتعزز الابتكار والمساواة ورفاهية المجتمع.

السير ربيع هو مؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة "اعرف تراثك" (KTH) www.kthps.org، ومؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة الأرض المقدسة المسيحية المسكونية (HCEF) www.HCEF.org، ومؤسس مشارك ورئيس معهد القدس للسلام (JPI) www.jerusalem-pi.org. 

وُلِد في عمّان، الأردن، لوالدين فلسطينيين، وهو رئيس التحالف الإسلامي المسيحي في الولايات المتحدة، وأحد المؤسسين والرئيس الوطني السابق لجمعية بيرزيت. 

كما أنه يحمل لقب قائد فارس في رتبة الفروسية ، وهو شرف منحه له الفاتيكان. حصل راتب على جائزة الإيمان والتسامح من اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز.

ويكرّس نفسه للسلام والعدالة في فلسطين ولتعزيز هوية الفلسطينيين في الشتات.