لا يمل الرئيس الأوكراني فولودومير زيلنيسكي، من تذكير العالم بخطورة "الغزو" الروسي لبلاده، لعله يجد مزيدا من الدعم لتحرير أراضيه من روسيا، التي بات تتبع سياسة قضم الأراضي، وضمها إلى سيادتها.
زيلنسكي الذي يُطلق شعارات رنانة لذم الغازي، باتت بلاده، (جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية) التي صوتت لصالح خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين في العام 1947، تواجه مصيرا قريبا من مصير فلسطين.
فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين غير من قواعد اللعبة بعد الاستفتاء الذي أجرته السلطات الروسية في مناطق دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، وأعلنت موسكو في أعقابه ضم تلك المناطق إلى أراضي روسيا، لتلاحق كييف موسكو في عواصم العالم والمنظمات الدولية للمطالبة بتحرير أراضيها من "الاحتلال الروسي".
عرفت كييف طعم "الاحتلال" وذاقت "الغزو"، لكن كأسها في كل الأحوال أقل مرارة مما ذاقته فلسطين، التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها تُطالب بـ "دولة"، وهى الدولة منذ مهد البشرية، لكن تكالب الأكلة على أرضها المُقدسة، أوقعها في براثن "احتلال استيطاني إسرائيلي" اتبع سياسيات التهجير و "محو الهوية" على مدى عقود.
لكن مخططات الاحتلال الإسرائيلي لم تكن لتنجح لولا مساندة قوى غربية دعمتها منذ نشأتها، ومن بينها أوكرانيا، التي أيدت قرار تقسيم أراضي فلسطين، وهي الآن تملء العالم صراخا لضم بوتين جزءا من أراضيها، فضلا عن أنها رعت حملة في الأمم المتحدة في العام 1948، حين كانت عضوا في اللجنة السياسية بالمنظمة الدولية، لسحب الجيوش العربية من أراضي فلسطين، لمنح عصابات الاحتلال حينها فرصة لقضم المزيد من الأراضي.
وتنشر "الحياة واشنطن" نسخة من مانشيت صحيفة "الأهرام" المصرية، في عددها الصادر بتاريخ ٢٥ نوفمبر من العام ١٩٤٨، تُظهر أن أوكرانيا، التي تنتقد الغرب و "الناتو" لعدم دفعه في اتجاه فرض منطقة حظر طيران فوق أراضيها، وتعتبر ذلك تخاذلا من أوروبا والقوى العظمى في الدفاع عنها، هى نفسها أوكرانيا التي طلبت من اللجنة السياسية بأن تأمر بسحب قوات مصر وشرق الأردن وسوريا ولبنان والعراق من فلسطين، لمنح عصابات الاستيطان الصهيونية حينها، فرصة لارتكاب جرائم بحق سكان فلسطين لتهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وفرض واقع جديد، في أكبر وأقبح جريمة سرقة ونهب علنية شهدها التاريخ.