كشف تقرير نشرته مجلة "+972" العبرية، اليوم السبت، عن تفاخر مسؤولين في الجيش الإسرائيلي بنسبة الفلسطينيين القتلى "من غير المقاتلين" من بينهم الأطفال الذين قضوا في العدوان الأخير على قطاع غزة، والذي استمر 3 أيام واستشهد خلاله 49 مواطناً.
وربطت المجلة تقريرها بما قالته شيرا، وهي أحد جنود فيلق المخابرات الإسرائيلية وشاركت في العملية العسكرية الأخيرة في غزة: "شعرت وأننا كلنا نعيش في نسخة من فيلم "برنامج ترومان".
اقرأ ايضا: إسرائيل توقف مذكرات الاعتقال الإدارية ضد المستوطنين في الضفة الغربية
ووفق التقرير، أشار جنود سابقين في الجيش الإسرائيلي إلى مدى سماح قادتهم بشن ضربات ضد قطاع غزة، رغم علمهم بأن المدنيين سيقتلون من بينهم الأطفال والنساء.
وأوضح أن الراوية الإسرائيلية كانت الأكثر تداولًا داخليًا وخارجيًا، بأن القتلى من المدنيين لاسيما الأطفال والنساء كانت مجرد "أخطاء غير مقصودة" تمت أثناء تنفيذ الضربات الصاروخية على قطاع غزة، وهذا يكشف تعمد الجيش قتلهم بحجة إصابة هدف، حتى لو كان بينهم مدنيين.
ونقلت وسائل إعلام عبرية، عن مسؤولين بالجيش تفاخرهم بأن نسبة القتلى بين "غير المقاتلين" والمقاتلين، كانت "أفضل مما كانت في جميع العمليات السابقة"؛ حيث يعترف الجيش بأنه قتل ما لا يقل عن 11 شخصًا لا علاقة لهم بأنشطة المسلحين، بما في ذلك طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات في العدوان الأخير.
وأوضح معد التقرير يوفال أبراهام، الصحفي والناشط المقيم في القدس، أن الجيش الإسرائيلي اعترف بأنه أطلق النار على أشخاص عزل، وذلك بحسب ضابطة أجرت مقابلة مع الموقع ذاته الذي تعاون مع المجلة العبرية.
وقالت: إنه "خلال الهجوم الأخير نزل عنصر من حركة الجهاد من بيته وكان أعزل، ولكنني فتحت النار عليه، وعندما سقط أطلقت النار أكثر".
ويعتقد غالبية الإسرائيليين أن أي أطفال أو أُسر مدنية قتلوا في غزة خلال العمليات العسكرية للاحتلال، يُقتلون عن غير قصد، حيث يذهب التفكير إلى أن قوات الإسرائيلية لا تقتل الأبرياء عن علم.
وكشفت شهادات جنود إسرائيليين، أن قرار قتل المدنيين ليس بالخطأ، بل هو قرار محسوب وواع؛ حيث أكد الجنود السابقون أن رؤساءهم أخبروهم أنه يسمح للجيش بقتل عدد معين من "غير المقاتلين" - أي العائلات والأطفال - في أثناء الأنشطة العملياتية؛ وطالما أنه لم يتم تجاوز هذا الحد، فيمكن الموافقة على القتل مسبقا.
اقرأ ايضا: إسرائيل تغضب الحريديم.. مواجهات بين الشرطة ورافضي الخدمة العسكرية
وتتيح هذه الآلية للمجتمع الإسرائيلي أن ينسى مشاهد الدم والرعب، وأن يطرد من الوعي مئات الأطفال الذين قتلهم جيش الاحتلال في غزة على مر السنين.