عاد الهدوء النسبي إلى العاصمة اللبنانية بيروت، بعد موجة غاضبة من الاحتجاجات استمرت يومين واتسمت بانتشار الفوضى في العديد من الميادين والشوارع بالتزامن مع عمليات سرقة ونهب لمصارف ومتاجر.
وشهدت منطقة الطيونة، أمس الخميس، اشتباكات عنيفة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة العشرات، أثناء تظاهرة احتجاجية لمناصري حركة أمل وحزب الله، ضد المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت، القاضي طارق بيطار.
وتعليقًا على الاشتباكات العنيفة، قال الرئيس اللبناني ميشال عون، إنه لن يسمح بالمطلق لأي طرف من الأطراف باختطاف لبنان كرهينة، مؤكدًا أن الأحداث التي جرت أمس في بيروت ستخضع للتحقيق الكامل من أجل محاسبة المتسببين فيه.
وفي نفس السياق، قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، إنه أجرى اتصالات مع قيادة الجيش اللبناني من أجل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه، واصفًا الاشتباكات بأنها غير مشجعة، مقدمًا اعتذاره للشعب اللبناني.
وأضاف ميقاتي : "أعمال العنف التي وقعت أمس في العاصمة بيروت ما هي إلا انتكاسة للحكومة"، متعهدًا بإجراء الانتخابات في موعدها، مؤكدًا أن الجيش اللبناني أثبت حضوره وتمكن من ضبط الأمن والاستقرار ووقف تدهور الأوضاع.
وسرعان ما انهالت ردود الأفعال العربية والدولية، إذ أعربت فرنسا عن قلقها العميق والبالغ عن أعمال العنف التي وقعت أمس في لبنان، داعية إلى سرعة عودة التهدئة.
أما الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش عبر عن إدانته لأعمال العنف التي شهدها لبنان، داعيًا كل المعنيين في لبنان لوقف العنف والكف عن الأعمال الاستفزازية والخطابات التحريضية.
فيما، دعا الناطق باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس إلى إنهاء حالة التصعيد في لبنان، ووقف كامل لأعمال العنف، وحث الشعب اللبناني على الوثوق بدور القانون في تحقيق الديمقراطية.
وأفادت وزارة الخارجية السعودية اليوم الجمعة أن المملكة تتابع باستمرار واهتمام كبير الأحداث الجارية في لبنان، معربة عن أملها في استقرار الأوضاع بأسرع وقت ممكن.
وأكدت الخارجية السعودية في بيان صحفي نشرته على صفحتها الشخصية على "تويتر" تضامنها ووقوفها مع الشعب اللبناني".
وأوضحت الخارجية، أن المملكة تتطلع لأن ينعم لبنان بالاستقرار والأمن والسلام، بإنهاء استخدام وحيازة الأسلحة خارج إطار الدولة، وتقوية الدولة اللبنانية لصالح كافة اللبنانيين دون استثناء.