بالصورالفلسطينيون يودعون أمير الكويت: الوفاء بالوفاء للمدافع عن القضية

مشاركة
المسجد الأقصى ينعي أمير الكويت المسجد الأقصى ينعي أمير الكويت
08:29 م، 30 سبتمبر 2020

تلقى الفلسطينيون خبر وفاة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، بحزنٍ وتأثرٍ كبيرين، خاصةً في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، والتي خسرت قائداً لطالما كان مدافعاً عن القضايا الوطنية الفلسطينية ومسانداً لها في كل مراحلها.

وكان وزير شؤون الديوان الأميري في دولة الكويت الشيخ علي الجراح الصباح أعلن أمس الثلاثاء وفاة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في الولايات المتحدة الامريكية بعد صراع مع المرض استمر عدة أشهر.

والشيخ صباح، كان وحتى رحيله مدافعاً عن القضية الفلسطينية ورافضاً لكل أشكال التطبيع التي تهرول لها بعض الأنظمة العربية، فكان يوم رحيله يوم أسود على الشعب الفلسطيني، أعلن الحداد عليه وودعه بالكلمات الرثائية الحزينة.

وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن بلاده برحيل الصباح تكون قد خسرت قائداً عربياً وزعيماً للإنسانية عزَ نظيره، قائداً أفنى حياته في خدمة أبناء شعبه وأمته والإنسانية جمعاء، ووقف دائماً إلى جانب قضيتنا الوطنية، وإلى جانب شعبنا الفلسطيني، وقضايا أمته العادلة.

وفي مدينة القدس المحتلة، عبر أهالي بيت المقدس ورواد المسجد الأقصى المبارك، عن أحر التعازي والمواساة والحزن لوفاة أمير الكويت، الذي وصفوه بـ "فقيد الأمة والإنسانية، الذي كان دوماً مدافعاً عن المسجد الأقصى".

أما في مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، فقد حاولت القوى والمؤسسات الوطنية، أن تعبر عن وفائها لأمير الكويت، ففتحت بيت عزاء رمزياً لأمير الكويت الراحل، ووصفت رحيله بـ «خسارة كبيرة».

وعُلق في بيت العزاء، الذي أقيم في حديقة مكتبة بلدية نابلس العامة، صوراً لأمير الكويت الراحل حملت عبارات «الوفاء بالوفاء»، و «برحيلك فقدنا قائدا صلبا مدافعا عن حقوقنا الفلسطينية» و «خسارتنا كبيرة».

ومما لا شك فيه، أن العلاقات الفلسطينية الكويتية تتميز بالقوة والمتانة عبر أجيال طويلة ليست وليدة اللحظة، وكانت على الدوام العلاقة متينة وقوية، حافظت فيها الكويت على فلسطين والفلسطينيين الذين كانوا يتواجدون فيها رغم كل الظروف الصعبة التي مرت بها الكويت إبان حرب الخليج.

وبدأت العلاقة بين البلدين مبكراً في عام 1936 عندما أرسل المفتي الحاج أمين الحسيني بعثة فلسطينية من الأطباء لتعليم أبناء الكويت، ثم توالى وصول الفلسطينيين، حيث فتحت الكويت ذراعيها لهم، ووفرت لهم فرص العمل والعيش الكريم.

ويذكر التاريخ بأن عدد الفلسطينيين بلغ خلال حرب الخليج الثانية 400 ألف من مجموع سكان الكويت البالغ عددهم مليوني نسمة، وكان حوالي 200 ألف منهم ولدو في الكويت أو عاشوا فيها معظم حياتهم، حيث إن هناك من الفلسطينيين في الكويت 3  أجيال.

وقد تأثرت العلاقات الكويتية الفلسطينية خلال حرب الخليج الثانية، بموقف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات من صدام حسين والغزو العراقي للكويت، إلا أنها عادت في 2013، حيث أعاد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، افتتاح سفارة فلسطين بالكويت.

ولا يمكن التغافل عن موقف رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، الذي لا ينفك عن التعبير عن دعمه للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، فبعد إعلان خطة "صفقة القرن" الأمريكية في مطلع العام الحالي، أبقت الكويت على خطابها التأييدي للقضية الفلسطينية في المنصات الدبلوماسية، وأعلن مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، رفضه القاطع للصفقة.

وفي أثناء المؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي المنعقد في العاصمة الأردنية عمان، في 8 فبراير/شباط من العام 2020، أمسك الغانم، نسخة من "صفقة القرن" المزعومة، وألقاها في سلة النفايات.

وعلى الرغم من أن الكويت لا تدخل في حرب رسمياً مع إسرائيل، إلا أنها دستورياً تُعد في حالة حرب معها، وهذه الحالة العدائية نابعة من مرسوم أميري صدر في 26 مايو/أيار 1957 الخاص بمقاطعة البضائع الإسرائيلية، ثم تلاه القانون رقم 21 لسنة 1964 في شأن القانون الموحد لمقاطعة إسرائيل.

وفي 5 يونيو/تموز 1967، صدر مرسوم أميري وقع عليه آنذاك أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الذي كان يتولى منصب وزير الخارجية، بإعلان قيام الحرب الدفاعية بين دولة الكويت والعصابات الصهيونية بفلسطين المحتلة؛ علماً بأن هذا المرسوم ما زال قائماً حتى يومنا هذا.

أما التطبيع، فكانت ومازالت الكويت من أوائل الدول العربية التي أكدت رفضها لكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، رغم كل الضغوطات التي تتعرض لها، لذا كان من الواجب أن ترد فلسطين الواجب للكويت، فكانت الكلمات المعزية وإعلان الحداد ومظاهر الحزن هي مواقف بسيطة للتعبير عن حب الفلسطينيين لأمير الكويت الراحل.