تصادف اليوم الذكرى الخمسين لرحيل الزعيم المصري جمال عبد الناصر، الذي وافته المنية في الثامن والعشرين من سبتمبر(أيلول) عام 1970، تاركاً وراءه خسارة كبيرة للشعب المصري والعربي.
ولد جمال عبد الناصر في 15يناير (كانون الثاني) من العام 1918 في حي باكوس الشعبي بمحافظة الإسكندرية، لعائلة تنتمي إلى قرية بني مر في صعيد مصر.
باشر عبد الناصر حياته العسكرية وهو ابن التاسعة عشرة، حيث حاول الالتحاق بالكلية الحربية، لكنه فشل بذلك، فاختار أن يدرس القانون في كلية الحقوق بجامعة فؤاد، وبعدما أعلنت الكلية الحربية عن قبول دفعة استثنائية، تقدم بأوراقه ونجح وتخرج فيها برتبة ملازم ثان في يوليو 1938، وعيّن في سلاح المشاة في أسيوط والإسكندرية، وعمل في السودان قبل تعيينه مدرسا في كلية الأركان.
قدم عبد الناصر نموذجاً يُحتذى به في الاستقلال والإخلاص للوطن، حيث قاد حركات التحرر في مختلف دول العالم، كما استطاع أن يكون رمزاً مهماً في السياسة العربية والعالمية، وتبنى شعارات القومية العربية، وسعى لتطبيقها.
وخلافاً لغيره من زعماء العرب، فقد بقي عبد الناصر في السلطة لفترة قصيرة لم تتجاوز 18عاماً، تعرضت مصر خلالها للعدوان الثلاثي في العام 1956، كما تعرضت لنكسة كبيرة في الهزيمة التي ألحقتها إسرائيل بكل من مصر والأردن وسوريا في حرب 6 يونيو(حزيران) 1967، والتي أدت لسقوط شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة الذي كان خاضعا للحكم المصري، والضفة الغربية التي كانت تابعة للأردن.
وبالرغم من شعبيته الكبيرة لتوجهاته في الاستقلال السياسي والاقتصادي، فقد اتسم عهد عبد الناصر بغياب التعددية السياسية والصدام العقائدي والسياسي مع تيارات سياسية متعددة، أهمها "الإخوان المسلمون" الذين اتهمهم عبد الناصر بالتآمر عليه، واعتبرهم كيانا محظورا وسجن وعذب وأعدم العديد من قياداتهم، مثل سيد قطب.
توفي جمال عبد الناصر في 28سبتمبر(أيلول) 1970، بعد حضوره مؤتمر القمة العربي، الذي عقد في القاهرة، لمناقشة الأزمة بين الأردن والمنظمات الفلسطينية آنذاك، وقد أحزن خبر وفاته الكثيرين، وقد رثاه مجموعة من الشعراء ورجال الدين مثل نزار قباني، والشيخ محمد متولي الشعراوي.