ليس من السهل إقناع الأطفال بحيثيات فيروس كورونا الذي اجتاح قطاع غزة وتفشى بها، وطريقة الوقاية منه والالتزام بالاجراءات الوقائية فكان لابد أن يكون هناك طرق خاصةً بهم تناسب عقليتهم لإقناعهم بسبل الوقاية.
وهذا ما عمدت إليه الفنانة التشكيلية، رنين سمير الزريعي من مخيم دير البلح وسط قطاع غزة البالغة من العمر (18 عاماً) وتهوى الرسم والفن التشكيلي.
ومما لا شك فيه فإن "فيروس كورونا" فتح الباب مصراعيه للمواهب الفنية التي تَفَجَرت خلال الحظر الصحي المنزلي الذي فرضته الجهات الحكومية في قطاع غزة منذ مايقارب الشهر.
فقطاع غزة سجل منذ الإعلان عن تفشي فيروس كورونا حتى الآن أكثر من 2000 إصابة و17 حالة وفاة.
وفي غرفتها المتواضعة المليئة بالألوان وأقلام الفحم والرسم والأشغال اليدوية يتجمع الأطفال حول الزريعي لنقش الرسوم الكرتونية على وجوههم خاصةً رسم الكمامة على وجوههم الأمر الذي يجعلهم يعهدوها ويحبوها.
تقول الزريعي لمراسلة "دار الحياة": فضلت أن أستثمر موهبتي في فترة الحجر الصحي المفروضة على قطاع غزة، فلجأت لاستخدام موهبة الرسم بطريقة مثيرة وجميلة للأطفال تحديداً، لتوعيتهم بفيروس كورونا".
وتشير الزريعي إلى أن الأطفال يحتاجون لوسائل سهلة وبسيطة تصل لعقولهم، لتعريفهم بفيروس كورونا وتوعيتهم بأهمية الالتزام بالاجراءات الوقائية والطبية اللازمة كلبس الكمامة والتباعد والاهتمام بالنظافة.
وتعتمد الشابة الفلسطينية على رسومات كرتونية للأطفال على وجوههم لزرع المحبة والاهتمام بلبس الكمامة والالتزام بها خاصةً عن اضطرارهم للخروج من المنزل.
وتعتبر الرسوم الكرتونية من أهم الوسائل التعليمية التي تستخدم لتعليم وتوعية الأطفال في كافة المجالات لجذبها للانتباه وسهولتها في الوصول لعقلية الأطفال تحديداً.
وخلال وجودها في المدرسة اكتشفت مدرسة الفنون موهبتها الجميلة في الرسم فاهتمت بها ودعمتها عائلتها التي عززت فيها هذه الموهبة وعملوا على تنميتها.
وعند مكوثها في المنزل بدأت بالرسم فيما يتعلق بفيروس كورونا فبدأت بأطفال عائلتها وأقاربها ومن ثم امتدت لأطفال الجيران من حولها الذين يتهافتون لرسم الكمامة على وجوههم لتشجيعهم على لبسها وهو تحقق فيها بعد.
وعن المشاكل التي تواجهها، تقول الزريعي : "إن أكثر مشكلة تواجهها هي انقطاع التيار الكهربائي، وشح بعض المواد الخاصة بالرسم في قطاع غزة، فضلاً عن الحصار الخانق الذي يقلل من فرص السفر خاصةً للضفة المحتلة ".
وتأمل الزريعي أن تنظم لها معرضاً خاصاً برسوماتها، وأن تُشارك في معارض دولية خارج قطاع غزة.