هاجمت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة كيلي كرافت حركة المقاومة الإسلامية حماس بشدة متهمة إياها بأنها تتحمل الوضع المأساوي في غزة.
وأوضحت أنها إطلعت على إحصاءٍ وصفته "بالكارثي" يوضح التأثير السلبي للصراع المستمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واليأس الذي خلفته الحكومة المهملة والمسيئة في غزة- في إشارة لحكومة حماس المقالة-.
وقالت كرافت: لقد شهدت غزة خلال الأشهر الستة الماضية 15 عملية انتحار ومئات المحاولات من الإنتحار، لافتة إلى أن معظم الضحايا كانت أعمارهم أقل من 30 عاما، لافتة إلى أن نصف سكان قطاع غزة الذين يبلغ عددهم حوالى المليوني نسمة، تقل أعمارهم عن 18 عاما.
وأضافت: هؤلاء يستحقون مستقبلاً فعلياً، وليس طريقا نحو البؤس يعبده لهم القادة الحاليون وغير المناسبين.
واتهمت كرافت في كلمتها خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت أول من أمس الثلاثاء، حركة حماس بأنها تسببت في مقتل وجرح المئات عندما استلمت السلطة من حركة فتح والسلطة الفلسطينية منذ 13 عاما.
وتابعت: تحرض حماس منذ ذلك الحين على أعمال العنف، وتخرس أصوات الاعتدال وتقضي على احتمالات السلام والازدهار للشعب الفلسطيني.
وأوضحت، أنه بالرغم أن هناك عدة عوامل هي التي تساهم في الوضع اليائس الحالي في غزة، إلا أن الحكم القمعي للمنظمة الإرهابية حماس يظل هو الأساس في البؤس الذي يعيشة سكان غزة.
وأشارت، إلى أن حماس تدعي اليوم أنها تعمل كحكومة وتلجأ إلى تكتيكات الترهيب العنيفة في وجه أي فرصة للصحافة الحرة أو المجتمع المدني أو حرية التعبير.
واستشهدت المندوبة الأمريكية بميثاق حركة حماس الذي ينص على "أنه لا حل للمسألة الفلسطينية إلا من خلال الجهاد”، وأردفت: عوضا عن العمل من أجل المستقبل ومن أجل تحقيق السلام والازدهار، نرى الحركة (حماس) على إستعداد لإغراق الشعب الفلسطيني في اليأس والصراع الدائم، بغرض تحقيق رؤيتها العنيفة واسترضاء تطلعات الهيمنة التي يسعى إليها رعاتها، على غرار النظام في إيران.
وتابعت: لذلك ليس مفاجئاً أن يفقد الشباب في غزة الأمل، طالما هم عالقون في دورة الجنون هذه.
ودعت كرافت إلى ضرورة إستمرار حظر الأسلحة عن إيران، قائلةً: إذا سمح هذا المجلس برفع حظر الأسلحة عن إيران ، فإن الأسوأ قادم، مرجحة أن النظام في طهران يستعد للتسبب بالمزيد من البؤس وسفك الدماء، ليس في غزة فحسب، بل أيضا في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
ودعت، الجلسة المنعقدة هذه، و كذلك الاجتماعات التي ستعقد حول الشرق الأوسط في الأشهر القادم، أن تركز على التهديد الإيراني الكبير للسلام والأمن .
وتابعت: "يمكننا مناقشة الدلالات والقرارات، ولكن ينبغي أن نركز على كيفية زرع الأمل لدى الشباب في غزة والضفة الغربية وإسرائيل، فلقد فشل الوضع الراهن، ويجب أن نناقش كيفية دفع القيادة الإسرائيلية والفلسطينية المسؤولة إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.
وأكملت المندوبة الأمريكية: لقد قدم الرئيس ترامب “الرؤية من أجل السلام” لتحقيق هذا الهدف بالذات ومنح الشباب من الطرفين فرصة تحقيق مستقبل مزدهر وسلمي.
وأردفت: وقد قام البعض برفض عناصر من خطتنا، ولكن لم يقدم أي طرف بديلا واقعيا وموثوقا. وفي الواقع، شهدنا المزيد من النقاشات للردود العقابية المحتملة ضد إسرائيل بدل مناقشة السبل المنتجة للمشاركة في السلام وتشجيع الفلسطينيين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، ستتواصل معاناة الشباب في غزة والضفة الغربية وإسرائيل ما لم ندفع الأطراف إلى المشاركة بشكل مباشر.
لذا أسألكم جميعا عن الخيارات الأخرى المتبقية في هذه المرحلة؟ هل ينبغي أن يواصل المجلس الاجتماع شهرا بعد آخر لتكرار الأمور عينها أم نحن في الواقع مستعدون لاحتواء رعاية إيران لحركة الجهاد الفلسطينية وحماس اللتين تتسببان بالفوضى والموت؟ هل نحن مستعدون لخلق مناخ يمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من تسوية الصراع بينهم؟ لا يمكن أن يكون ثمة أي بدائل عن المفاوضات المباشرة بين الطرفين.
اقرأ ايضا: "غموض وتضارب".. هل انتهى برنامج إيران النووي بعد الضربة الأمريكية؟
وطالبت مجلس الأمن أن يعطي الأولوية للسعي إلى السلام من أجل مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين، ويعني ذلك حل أسباب هذا الصراع الجذرية والمحرضين عليه، فنساعد بهذه الطريقة الجانين وشعوب الشرق الأوسط كله.