استشهاد "نصر الله" ينذر بانتفاضة جديدة.. إضراب شامل في الضفة بعد مجزرة "نور شمس"

مشاركة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم "نور شمس" قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مخيم "نور شمس"
حياة واشنطن-تقرير 11:18 ص، 21 ابريل 2024

شهدت الضفة الغربية، اليوم الأحد، إضرابًا شاملًا؛ وذلك حدادًا على استشهاد 14 فلسطينيًا، أمس السبت، جراء اقتحام واسع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس شرق طولكرم.

ووسط دعوات لاستمرار المسيرات في جميع المدن الضفة الغربية، تنديدًا بالمجزرة الإسرائيلية الجديدة، أعلنت حركة "فتح"، الإضراب الشامل في الضفة الغربية، داعية أبناء الشعب الفلسطيني كافةً إلى الوحدة، إسنادًا لطولكرم وغزة التي تدخل الحرب الإسرائيلية عليها يومها الـ 198.

فيما دعت حركة "حماس" إلى انتفاضة شعبية في الضفة، ردًا على مجزرة الاحتلال في مخيم نور شمس، كذلك دعت الشعب الفلسطيني إلى التزام الإضراب الشامل بالضفة الغربية.

في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن حملات المداهمة والاعتقال في قرى الضفة الغربية ومدنها ضمن عملية شبه يومية، تكثفت منذ اندلاع الحرب على غزة، وتتخلل تلك الحملات مواجهات بين جيش الاحتلال والفلسطينيين.

وشيع الفلسطينيون جثماني الشهيدين المسعف محمد موسى في مسقط رأسه بقرية قريوت جنوب نابلس، والطفل قيس نصر الله في طولكرم.

واستشهد المسعف موسى، مساء أمس السبت، قرب قرية الساوية جنوب نابلس، أثناء توجهه لنقل إصابات من القرية، جراء اعتداءات المستوطنين الذين أطلقوا الرصاص الحي عليه، ما أدى لإصابته قبل أن يعلن عن استشهاده.

كما تم نقل جثمان الشهيد قيس نصر الله إلى مسجد السلام بمخيم طولكرم، وأديت عليه صلاة الجنازة، ثم حمله المشيّعون على الأكتاف، وجابوا به شوارع المخيم، وصولاً إلى المقبرة الغربية في طولكرم، حيث ووري جثمانه الثرى.

وخلال عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس، والذي استمر ثلاثة أيام، استشهد 14 فلسطينيًا بينهم الطفل نصر الله (14 عامًا)، إضافة إلى 13 آخرين، ستُشيع جثامينهم عصر اليوم.

من جانبه، قال نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الأحد، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها الذي استمر لنحو ثلاثة أيام على مخيم نور شمس شرقي طولكرم، شمال الضفة الغربية، اعتقلت 50 مواطنًا بينهم جرحى، جرى الإفراج عن غالبيتهم بعد عمليات تحقيق ميداني معهم، ويُعد هذا الاجتياح الذي استشهد فيه 14 مواطنًا الأكبر منذ عام 2002. 

وأعلن نادي الأسير - في بيان - أن "عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني الواسعة رافقتها اعتداءات وانتهاكات جسيمة ومروعة بحق المواطنين، من بينها استخدام المواطنين العزل دروعًا بشرية ورهائن والاعتداء عليهم بالضرب المبرح وتعريتهم، واستخدام القيود أداةً لتعذيب المعتقلين".

وأشار إلى أن عمليات التعذيب والتنكيل تركت آثارًا واضحة على أجساد المعتقلين الذين أُفرج عنهم لاحقًا "إضافة إلى عمليات التّهديد والترهيب وأبرزها تهديدهم بإطلاق الرصاص عليهم".

وبين نادي الأسير أن محافظة طولكرم، ولا سيما مخيمي نور شمس وطولكرم، شهدا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول عدة عمليات اجتياح لجيش الاحتلال الإسرائيلي رافقتها جرائم وعمليات اعتقال واسعة هي الأكبر في المحافظة منذ انتفاضة الأقصى.

وبلغ عدد معتقلي المحافظة منذ السابع من أكتوبر ما لا يقل عن 500 مواطن، بالإضافة إلى مئات المواطنين الذين تعرضوا لعمليات التّحقيق الميدانيّ والتي استهدفت كل الفئات بما فيهم النساء والأطفال وكبار السن والجرحى والمرضى. ووفقاً للمعطيات المتوفرة لدى نادي الأسير فإن عدد ما أبقى الاحتلال على اعتقالهم من مخيم نور شمس خلال الاجتياحات أكثر من 100 مواطن. 

وكانت المؤسسات المختصة بشؤون الأسرى حصلت على شهادات عديدة عن عمليات التّنكيل والتّعذيب التي تعرض لها المواطنون خلال عمليات احتجازهم والتّحقيق معهم خلال الاجتياحات السّابقة للمحافظة، والتي عكست مستوى عالياً من عمليات التعذيب والتنكيل والانتهاكات الجسيمة. 

وأكد نادي الأسير أن ما تشهده محافظة طولكرم منذ السّابع من أكتوبر ما هو إلا امتداد لسلسلة اجتياحات واسعة تعرضت لها منذ أكثر من عامين، إذ تعمد جيش الاحتلال تنفيذ عمليات تدمير واسعة واستهداف للبُنى التحتية ولا سيما في مخيميها، وذلك في إطار استهداف الاحتلال الإسرائيليّ للوجود الفلسطيني المستمر على مدار الساعة. 

جدير بالذكر، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل تنفيذ حملات اعتقال واسعة في الضفة بما فيها القدس منذ بدء حربها على قطاع غزة، فقد تجاوزت حالات الاعتقال في الضفة 8400 مواطن، والتي رافقتها جرائم وإعدامات ميدانية واسعة طالت كل فئات المجتمع الفلسطيني. 

وأكد نادي الأسير أن كل السياسات والإجراءات والجرائم التي تنفذها أجهزة الاحتلال بمستوياتها المختلفة، بعد السابع من أكتوبر في إطار عدوانه الشامل والإبادة المستمرة بحقّ الشعب الفلسطيني في غزة، هي سياسات ثابتة وممنهجة تاريخيًا كان الاحتلال استخدمها على مدار عقود طويلة، إلا أن المتغير الأساسي هو مستوى تصاعد هذه السياسات والجرائم وكثافتها.

وطالب نادي الأسير الفلسطيني المؤسسات الحقوقية الدّولية، وعلى رأسها هيئة الأمم المتحدة، باستعادة دورها اللازم والمطلوب وتحمل مسؤولياتها أمام كثافة جرائم الاحتلال المتواصلة منذ عقود وبدعم من قوى دولية. 

اقرأ ايضا: "وكأنه شخص آخر".. ظهور "أبو عبيدة" بعد غياب يثير جدلًا وتفاعلًا على منصات التواصل

وشدد على أن مصير المنظومة الحقوقية الدولية اليوم مرهون بقدرتها على مواجهة دولة الاحتلال التي تتعامل على أنها فوق كل الأعراف والقوانين الدولية التي يحتكم إليها المجتمع الإنساني.