عقد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يؤاف غالانت، اليوم الاثنين، جلسة مشاورات أمنية حول الاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة تتضمن إخلاء المدنيين الفلسطينيين.
ووفقًا لبيان وزارة الحرب الإسرائيلية، فإن المباحثات التي أجراها الوزير غالانت تناولت الاستعدادات "الإنسانية" المطلوبة تمهيدًا لعملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.
اقرأ ايضا: "هيومن رايتس ووتش" تطالب واشنطن بتعليق نقل الأسلحة لإسرائيل
وخلال المداولات التي عقدت بمشاركة المدير العام لوزارة الأمن، إيال زمير، ومنسق الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة، غسان عليان، قال غالانت: "وفقًا لقرار الكابينت، يجب أن تتم الاستعدادات لتنفيذ سلسلة من الإجراءات تمهيدًا لبدء العمليات البرية، مع التركيز على إجلاء المدنيين من رفح وتوسيع الطرق لإدخال المواد الغذائية والمعدات اللازمة".
فيما أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11" بأن جيش الاحتلال يعتزم "إدخال عشرة آلاف خيمة في الأسبوعين المقبلين إلى المنطقة الواقعة خارج رفح".
وأشارت القناة الرسمية الإسرائيلية إلى "وجود 30 ألف خيمة إضافية قيد الشراء حاليًا وسيتم جلبها إلى المنطقة لاحقًا".
وأوضحت أن "الجدول الزمني يظهر أن الطريق لإجلاء السكان من رفح لا يزال طويلاً. وسيتم نقل الخيام خلال الأسبوعين المقبلين على أن تكون خارج المدينة الجنوبية".
وأكدت "كان 11" أن الجيش الإسرائيلي كان يعتزم إسقاط منشورات تدعو سكان رفح إلى الإخلاء، خلال الأسبوع الجاري، وفي اللحظة الأخيرة، قرر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تأجيل الخطوة، وتم إبلاغ أعضاء كابينت الحرب، بقرار نتنياهو الذي كان يهدف إلى الحصول على الدعم الأمريكي الكامل في ما يتعلق بالهجوم الإيراني؛ علمًا بأن واشنطن تعارض بشدة الهجوم الواسع على رفح.
وحتى هذه الأثناء، لم يوضح الاحتلال خطط إجلاء المدنيين ولا توقيت الهجوم البري المقرر على رفح، ولكن إذاعة الجيش الإسرائيلي أفادت، اليوم، نقلاً عن مصدر أمني لم تسمه، باحتمال تقديم موعد العملية العسكرية في رفح ويتزامن ذلك مع إعلان جيش الاحتلال تجنيد لواءين في الاحتياط، وإرسالهما إلى قطاع غزة.
ونقلت الإذاعة عن المصدر الأمني تأكيده أن الرد الذي سلمته حركة "حماس" للوسطاء يرفض الصفقة، ويقرب موعد العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح بخطوات متسارعة.
وأشارت إلى أن تعزيز قوات الاحتياط في القطاع يأتي لعدة أسباب، من بينها زيادة عددها عشية احتمال اجتياح رفح، حيث "بلغت التحضيرات للعملية العسكرية هناك أوجها، فيما لا تستبعد إسرائيل إمكانية تقريب موعد العملية عن الموعد الذي حُدد، طالما لا توجد هناك صفقة".
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قد أعلن من خلال فيديو قبل نحو أسبوع، أن هناك موعدًا لاجتياح رفح، جنوب قطاع غزة.
وقال نتنياهو في حينه: "تلقيت تقريرًا مفصلًا حول المحادثات في القاهرة. نحن نعمل طوال الوقت لتحقيق أهدافنا، وعلى رأسها تحرير جميع مختطفينا، وتحقيق النصر المطلق على حماس. هذا النصر يتطلب الدخول إلى رفح، والقضاء على كتائب الإرهاب (على حد وصفه) هناك. هذا سيحدث وهناك موعد (لذلك)".
ويدخل العدوان الإسرائيلي على غزة شهره السادس على التوالي، إذ يواصل جيش الاحتلال عدوانه برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 33 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
اقرأ ايضا: إسرائيل تغتال قياديين في الجهاد خلال غارة قرب دمشق
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.