منصات التواصل ترفع شعار "التحريض والكراهية" ضد الفلسطينيين "مباح"

مشاركة
منصات التواصل الاجتماعي منصات التواصل الاجتماعي
حياة واشنطن-وكالات 01:15 م، 15 مارس 2024

مع بدء حرب الإبادة الجماعية المتواصلة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تضاعفت الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي، وبدت جالية تحديدًا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.

ووفقًا للمؤشر السنوي الذي يعده مركز "صدى سوشال"، والذي استعرض خلال اليومين الماضيين بعض ملامح الإبادة الرقمية التي يواجهها الفلسطينيون والمؤيدون لقضيتهم، والتي شملت تشديد منصات التواصل الاجتماعي رقابتها على المحتوى الذي ينقل الإبادة والتحيز الخوارزمي المكثف تجاه المحتوى المؤيد لفلسطين داخل فلسطين وخارجها، وكذلك التعتيم الرقمي الذي فرضه الاحتلال وتأثيره على الفلسطينيين عامة والصحفيين خاصة. 

وأبرز المركز، خطاب الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين على منصات التواصل الاجتماعي التي تساهلت مع هذا النوع من المحتوى، رغم مخالفته لسياساتها.

ولفت إلى أن التحريض وخطاب الكراهية ضد الفلسطينيين لم يبدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بل راح يتخذ منحى تصاعديًا منذ يناير/ كانون الثاني 2023 بشكل ملحوظ.

إذ واجه الفلسطينيون ومناصرو فلسطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الأخطار والتحديات عند التعبير عن آرائهم، مضيفًا أنه مع تزايد موجات العنف والعنصرية، تتزايد المخاوف من انتقال الاضطهاد والتضييق من صفحات التواصل الاجتماعي إلى أرض الواقع.

"صدى سوشال" رصد - خلال عام 2023 - أكثر من 28 ألف منشور تحريضي وخطاب كراهية، 27 ألفًا منها وردت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، وشملت دعوة للقتل الصريح، وتشهيرًا بالصحفيين، وتحشيد الجماعات لملاحقتهم، من دون اتخاذ منصات التواصل الاجتماعي خطوات الرقابة نفسها التي تتخذها عند التعامل مع المحتوى العربي.

إذ وصلت للفلسطينيين رسائل خاصة من مستوطنين على مواقع التواصل الاجتماعي تهددهم بالقتل والملاحقة، وحملات للتبليغ ضد الصفحات والحسابات التي قدمت محتوى فلسطينيًا على مواقع التواصل ومقالات نشرت باللغة العبرية في الصحف الإسرائيلية تحرض على الفلسطينيين. 

ولا تنتهي انعكاسات تهديدات المستوطنين وتحريضهم ضد الفلسطينيين عند الحيز الرقمي، بل تتجاوزه إلى الفعل الحقيقي، إذ سجل عام 2023 استشهاد 29 فلسطينيًا برصاص المستوطنين في الضفة الغربية والقدس، وتكرر حرق منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.

وفي يناير 2023 تصاعد التحريض ضد الفلسطينيين، حيث شاركت فيه صفحات وحسابات رسمية تتبع للحكومة الإسرائيلية وجهاز الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة المحتلة، كما ضلعت فيه شخصيات تحتل مواقع رسمية في الحكومة الإسرائيلية. 

وشملت منشوراتهم تهديدات وتحريضًا على طرد الفلسطينيين وهدم بيوتهم وقتلهم ومعاقبتهم والتنكيل بهم، كما شملت كذلك هجمات من آلاف الحسابات على حسابات ناشطين ومؤثرين فلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وحملات للتبليغ ضد الصفحات والحسابات التي قدمت محتوى فلسطينيًا.

ووثق مركز "صدى سوشال" خطابات كراهية وتحريض متزايدة ضد الفلسطينيين صدرت عن مستوطنين وقيادات إسرائيلية، كانت أبرزها الدعوة والتحريض على قتل الفلسطينيين بالتزامن مع الاعتداء الإسرائيلي على مخيم جنين.

خطاب الكراهية والتحريض استهدف أيضًا الناشطات، في الشهر الأول من عام 2023، إذ حرض نائب رئيس بلدية القدس، أرييه كينغ،  عبر منصة "إكس"، على الناشطة المقدسية آلاء الصوص.

فيما حرض مستوطنون على الناشطة هند الخضري عبر المنصة نفسها، وتلقت عارضة الأزياء الأمريكية من أصل فلسطيني بيلا حديد، خطابات تحريض عليها بسبب استنكارها الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين.

وفي فبراير/ شباط 2023، شاركت في هذه الحملة مؤسسات رسمية إسرائيلية ومستوطنون وصفحات وحسابات رسمية تتبع للحكومة الإسرائيلية وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي وجهاز الحكم العسكري الإسرائيلي في الضفة المحتلة.

وشملت الحملة تهديدات وتحريضًا على طرد الفلسطينيين وهدم بيوتهم وقتلهم ومعاقبتهم والتنكيل بهم، برزت خصوصًا بالتزامن مع اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على بلدة حوارة، جنوب نابلس، والدعوة إلى إبادة البلدة وحرقها بالكامل، كما صدر عن وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريش. 

وعبر حسابه في منصة "إكس"، دعا المتحدث باسم العضو في "الكنيست"، من حزب عوتسما يهوديت، إليشع يريد، إلى محو بلدة حوارة الفلسطينية.

وخلال يناير وفبراير الماضيين، حين تولي المتطرف إيتمار بن غفير منصب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، رصد "صدى سوشال" استخدامه "إكس" للإعلان عن قراراته المعبرة عن محاصرة الفلسطينيين والتضييق عليهم، منها تنفيذ عملية واسعة في غزة والاعتداء على الأسرى، وقرارات أخرى تشمل الفلسطينيين في جميع مناطق وجودهم، من دون مراعاة لقوانين المنصة التي تمنع التحريض على العنف. 

ونشر بن غفير نحو 115 تغريدة منذ توليه منصبه، معظمها تحمل في مضمونها تحريضًا على الفلسطينيين، والتي تخالف معايير النشر على المنصة، لكنه لم يتعرض لإيقاف صفحته أو تقييده أو حتى حظره لفترة معينة، وهذا يدلل على ازدواجية المعايير في التعامل مع القضية الفلسطينية.

ونظمت حملات عنوانها "ممثلو بوليوود" للتشكيك في المجازر والجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، من خلال تداول صور الضحايا ووصفهم بأنهم "ممثلو بوليوود"، والقول إن هذه الجرائم غير حقيقية وإنها من وحي خيال الفلسطينيين.

وانتشرت مقاطع فيديو تجعل من صور الشهداء في قطاع غزة مادة للسخرية وصناعة الكوميديا الساخرة، وأحد هذه المقاطع تناول مشاهد أشلاء تحت الركام في إحدى المجازر بحق الفلسطينيين مع تعليق: "من يريد كتفًا مشوياً"؟ راسل "صدى سوشال" المنصات لإزالتها، وقد أزيلت بالفعل، لكن الحسابات التي نشرتها ما زالت نشطة.

وساهمت منصة "تيك توك" في انتشار مقاطع واسعة لجنود إسرائيليين يحملون السلاح ويرقصون في غزة، ومقاطع وهم يعذبون فلسطينيين بعد تعريتهم وتكبيلهم، رغم معاييرها التي تمنع صور السلاح والعنف والقتل والدماء. 

ورفضت "تيك توك" طلبًا تقدم به مركز "صدى سوشال" لحذف الأغنية العبرية التحريضة Harbu darbu، على الرغم من اللغة الكارهة التي تحملها.

وفي  تطبيق تليغرام، رصد "صدی سوشال" مجموعات خطيرة للمستوطنين، للتحريض على الفلسطينيين في الضفة المحتلة وقطاع غزة وتحشيد حملات الهجوم على القرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية، مثل الهجوم على قرى قصرة وحوارة وبرقة، قضاء نابلس. 

من ضمن هذه القنوات قناة "صيادو النازية"، التي نشرت صور ناشطين وصحافيين فلسطينيين وحرضت عليهم، ونشرت تفاصيل بياناتهم وأماكن سكنهم وطرق التواصل معهم لإرسال رسائل تهديد مباشرة إليهم. وقد تم بالفعل اعتقال عدد من الصحفيين والصحفيات أو اخترقت حساباتهم.