تفاقم معاناة النازحين بمدينة رفح.. صعوبات حتى في "أساسيات الحياة"

مشاركة
خيام الفلسطينيين في مدينة رفح خيام الفلسطينيين في مدينة رفح
حياة واشنطن-وكالات 12:25 م، 15 مارس 2024

تتزايد معاناة أكثر من مليون فلسطيني من النازحين إلى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بعد دمار القطاع المحاصر بفعل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ نحو ستة أشهر، ما دفع سكان القطاع للهروب من القصف والموت.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نشرت تقريرًا، لفتت خلاله إلى أن المساحة في رفح أضحت "سلعة نادرة"، حيث كان عدد سكانها لم يتجاوز 300 ألف نسمة قبل بدء الحرب.

ووفقًا للصحيفة، فإن الإيجارات ارتفعت بشكل كبير جدًا، في حين اكتظت المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث يتواجد في الفصل الواحد عشرات الأشخاص.

وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الأشخاص الذين نزحوا إلى رفح يقضون أيامهم في محاولة تأمين الاحتياجات الأساسية، مثل العثور على المياه النظيفة للشرب والاستحمام، والحصول على ما يكفي من الطعام، وتهدئة أطفالهم عندما يسمعون دوي قصف قريب منهم.

وقالت: "أصبح غاز الطهي نادرًا للغاية، لدرجة أن الهواء بات يعج بالدخان الناتج عن حرق الأخشاب وقطع الأثاث؛ ولأن الوقود باهظ الثمن، يضطر الناس إلى استخدام الدراجات أو يستقلون عربات تجرها الحمير والخيول لقضاء حوائجهم.

ونقلت الصحيفة، عن هديل أبو شريك (24 عامًا)، التي تقيم مع ابنتها البالغة من العمر 3 سنوات وأقارب آخرين في مطعم مغلق في رفح، قولها: "كل شيء صعب هنا.. لقد تحطمت أحلامنا وتحولت حياتنا إلى كابوس".

وأضافت أن أسرتها لا تتمكن عادة سوى من تأمين وجبة طعام بسيطة واحدة في اليوم، مؤكدة أنهم يغلون الماء قبل شربه، حيث يصاب الكثير منهم بالمرض بسبب المياه الملوثة، بما في ذلك ابنتها، لافتة إلى أنه "ليس لديهم إمكانية الحصول على الدواء".

وتابعت: "القصف مرعب، خاصة بالنسبة للأطفال"، مضيفة أن الجميع تجمعوا في الزاوية عندما سمعوا الضربات الإسرائيلية، خوفًا من سقوط السقف عليهم.

أما إسماعيل العفيفي، وهو خياط من شمالي غزة، فقد أقام خيمة لعائلته تحت سلم خرساني في إحدى المدارس، لكن المكان اكتظ بمئات اللاجئين مع مرور الأيام.

ولتلبية بعض احتياجاتهم الأساسية، يراقب أبناء العفيفي المساعدات وشاحنات المياه القادمة على الطريق، حتى يتمكنوا من الاندفاع بسرعة نحوها، ومحاولة الحصول على بعض الطعام، أو ملء المياه.

وقال إنه عندما يتوفر لديهم الدقيق، تقوم زوجة ابن إسماعيل بخبز الطحين مع نساء أخريات في فرن طيني مؤقت، أقيم في الشارع.

ويختم العفيفي، صحاب الـ 62 عامًا، حديثه بالقول، إنه غالبًا ما يذهب إلى فراش النوم وهو جائع. 

فيما قال خالد شراب، وهو عامل بجمعية خيرية، يقيم مع عائلته في خيمة يتسرب منها الماء، إنه يعاني من أجل تأمين الغذاء والماء والمأوى، وسط مخاوف من حدوث عملية برية عسكرية.

وأضاف شراب (36 عامًا): "ليس لدى الناس فعلياً مكان آمن آخر يذهبون إليه".

من جانب آخر، أدى نقص الوقود والإمدادات الأخرى إلى إصابة المرافق الطبية المحلية بالشلل تقريبًا.

وأوضح مروان الهمص، مدير مستشفى أبو يوسف النجار، وهو أكبر مستشفى في رفح، أنه "لم يعد بمقدورهم تقديم خدمات العناية المركزة، والعمليات الجراحية المعقدة، والأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وعلاج السرطان".

ويفتقر الأطباء إلى مسكنات الألم وأدوية مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، كما انخفضت قدرتهم على توفير غسيل الكلى، لدرجة أن المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى "يموتون".

ولفت الهمص إلى هناك "63 سريرا فقط لنحو 300 مريض"، مضيفا: "يتم التعامل مع معظم الحالات على الأرض".

يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 31 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.