قدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة، بنحو 90 مليار دولار، مشددا على أن مصر لم تخن أبدا القضية الفلسطينية.
وقال السيسي، في خطاب اليوم السبت، خلال ندوة للقوات المسلحة، سعى فيه لتوضيح أسباب وواقع الأزمة الاقتصادية في مصر، إنه لم يتم إغلاق معبر رفح أبدا، لافتا إلى أن عمليات الإسقاط الجوي كانت وسيلة للتغلب على تحديات نفاذ المساعدات إلى قطاع غزة وخاصة إلى منطقة الشمال.
وأضاف السيسي: "لم أغامر بالبلاد رغم أن هناك من قال: لديكم أقوى جيش في المنطقة فليتحرك، ولكننا لم نفعل ذلك، بل نتحمل ونساعد في حل الأزمات على قدر المستطاع".
وسأل السيسي: "لماذا تدخل المساعدات عن طريق الإسقاط الجوي وليس عن طريق المعابر (..) قلت قبل ذلك إننا في مصر حريصون أن يظل المعبر مفتوحا 24 ساعة وأي فرصة لإدخال المساعدات تدخل على الفور وبأي حجم، طالما المعبر مفتوح"، مستنكرا الأقاويل والادعاءات والمزاعم التي افترضت أن هذا الكلام غير حقيقي وأن المعبر يتم إغلاقه.
وجدد الرئيس السيسي التأكيد على أن معبر رفح لم يتم إغلاقه أبدًا، لافتا إلى أن اللجوء لعمليات الإسقاط الجوي لإدخال المساعدات في غزة سببها التحديات التي تواجه عملية نفاذ المساعدات إلى القطاع وخاصة إلى منطقة الشمال.
وحول مسألة إعادة إعمار قطاع غزة، قال الرئيس السيسي "إنه طلب من المؤسسات عمل تقدير لتكلفة إعادة إعمار القطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة، فوجدنا أن التكلفة تتجاوز الـ90 مليار دولار، لكي تعود غزة إلى بنيتها الأساسية وتصلح للعيش من جديد".
وتابع: "هناك من طرح فكرة أن تستقبل مصر نحو مليوني فلسطيني من قطاع غزة في سيناء بحجة أن مساحتها كبيرة، وبذلك تُحل المشكلة، ولكن كيف لمصر أن تخون القضية الفلسطينية وتخون كل تلك الدماء التي سالت من أجلها، وفي نفس الوقت فإن أرض سيناء هي جزء من أرضنا ونحن المسؤولون عنها وعن حمايتها، وهذه حدودنا منذ آلاف السنين ولن يفرط فيها أحد".
ولفت الرئيس السيسي إلى أن العالم يشهد منذ شهور مأساة كبرى في فلسطين العزيزة، حيث يسقط آلاف الشهداء في قطاع غزة، ويتعرض الأحياء منهم لمعاناة إنسانية غير مسبوقة، مضيفا: "نبذل أقصى ما نستطيع من جهد وطاقة، لحمايتهم وإغاثتهم، عن طريق وقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات لهم، ونتوجه اليوم إلى الشعب الفلسطيني كله، المرابط على أرضه، والصامد فوق ترابه بتحية تقدير وإجلال ونقول لهم: "إن مصابكم مصابنا، وألمكم ألمنا، وإن مصر لن تتوانى عن مواصلة العمل لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات وإغاثة المنكوبين من هذه الكارثة الهائلة ولن تتوقف مصر عن العمل مهما كان الثمن من أجل حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة في دولته المستقلة".