قال فيليب لازاريني، المدير العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، إن إسرائيل قامت بـ"تعذيب" عدد من موظفي الوكالة الذين اعتقلتهم في غزة على خلفية الحرب على القطاع.
وأضاف لازاريني - أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 عضوا - أن عددًا من موظفي الوكالة أبلغوا أنهم أرغموا على الإدلاء باعترافات تحت التعذيب وسوء المعاملة وذلك أثناء استجوابهم من قبل القوات الإسرائيلية.
اقرأ ايضا: إسرائيل تساوم فرنسا على حصانة نتنياهو مقابل دورها في وقف إطلاق النار
وحذر مدير عام (أونروا)، من أنه "بدون تمويل إضافي سنكون في منطقة مجهولة ذات تداعيات خطيرة على السلم والأمن الدوليين"، قائلًا: "نعمل بالحد الأدنى".
وأوقفت الولايات المتحدة، أكبر مانح لوكالة التابعة للأمم المتحدة، ودول أخرى التمويل بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفي أونروا بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر الذي شنه مسلحو حماس.
وتعد الأونروا، التي توظف ما يقرب من 13 ألف شخص في غزة، أكبر مزود للمساعدات في القطاع.
واتهمت الأونروا - في بيان - إسرائيل باحتجاز عدد من موظفيها وإجبارهم، باستخدام التعذيب وسوء المعاملة، على الإدلاء باعترافات كاذبة حول الروابط بين الوكالة وحماس وهجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.
ووفقًا للبيان فإن "هذه الاعترافات المنتزعة نتيجة التعذيب تستخدم من قبل السلطات الإسرائيلية لنشر المزيد من المعلومات الخاطئة حول الوكالة كجزء من محاولات تفكيك الأونروا، وهذا يعرض موظفينا في غزة للخطر وله تداعيات خطيرة بشأن عملياتنا في غزة وفي أنحاء المنطقة".
وبعد الاتهام الأولي الذي وجهته إسرائيل للأونروا، قامت الوكالة بطرد الموظفين المتهمين وقامت أكثر من اثنتي عشرة دولة بتعليق تمويل بقيمة حوالي 450 مليون دولار، أي ما يقرب من نصف ميزانيتها لهذا العام.
وكان تحقيقان تجريهما الأمم المتحدة في مزاعم إسرائيل جاريين بالفعل عندما قال الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إنه سيدفع 50 مليون يورو (54 مليون دولار) للأونروا بعد أن وافقت الوكالة على السماح للخبراء المعينين من قبل الاتحاد الأوروبي بمراجعة الطريقة التي تقوم بها بفحص الموظفين لتحديد المتطرفين.
(إسرائيل تتهم أونروا)
في المقابل، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، اليوم الإثنين، إن وكالة "أونروا" في غزة وظفت لديها أكثر من 450 مسلحًا من "حماس" وجماعات مسلحة أخرى وإن إسرائيل أرسلت هذه المعلومات المخابراتية إلى الأمم المتحدة.
وأضاف هاغاري - في مؤتمر صحفي - : "أكثر من 450 موظفًا في الأونروا هم عناصر مسلحة من الجماعات الإرهابية في غزة. هذه ليست مجرد مصادفة بل إنه شيء ممنهج".
وتابع: "أرسلنا هذه المعلومات التي أعلنها الآن، وغيرها من المعلومات المخابراتية، إلى شركائنا الدوليين، ومنهم الأمم المتحدة".
وردًا على ذلك، أعلنت "أونروا" أنها ترحب بجميع المعلومات التي يمكن تضمينها في التحقيق المستقل الذي تجريه الأمم المتحدة حاليًا.
وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في الوكالة: "تشجع أونروا أي كيان لديه أي معلومات عن المزاعم الخطيرة للغاية ضد موظفيها على مشاركتها مع التحقيق الجاري للأمم المتحدة".
اقرأ ايضا: إسرائيل "تتعهد" لإدارة بايدن: لا تهجير ولا تجويع للفلسطينيين في شمال غزة
وتوظف أونروا 13 ألف شخص في غزة، وتقدم المساعدة اليومية لأكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
