صرخة فلسطينية لفتح تحقيق دولي: جنود الاحتلال يعتدون جنسيًا على الأسيرات والأسرى

مشاركة
أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال- صورة أرشيفية أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال- صورة أرشيفية
حياة واشنطن-وكالات 01:51 م، 20 فبراير 2024

طالبت مؤسسات وجهات فلسطينية، اليوم الثلاثاء، بفتح تحقيق دولي مستقل في اعتداءات جنسية ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطينيات وفلسطينيين في قطاع غزة.

وفي بيان صحفي، أعلنا مؤسسات الأسرى، أنها تطالب بفتح تحقيق دولي في ضوء تصاعد إفادات ومعطيات وشهادات حول تعرض أسرى وأسيرات فلسطينيات لاعتداءات جنسية، ومن بينها تقرير صدر، أمس الاثنين، عن هيئة الأمم المتحدة، يُشير بشكل واضح وصريح لأول مرة عن تعرض فلسطينيات ومن بينهن معتقلات، إلى انتهاكات جسيمة وجرائم صارخة ومنها اعتداءات جنسية، على غرار تعرض معتقلتين من غزة على الأقل للاغتصاب، إضافة إلى عمليات تهديد بالاغتصاب، وتفتيش عاري، وتحرش.

اقرأ ايضا: يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين قاتلوا لفترة طويلة فى غزة ولبنان

وأكد البيان أن هذا يضاف إلى شهادات وإفادات حصلت عليها المؤسسات من الأسرى الذكور حول تعرضهم لاعتداءات جنسية خطيرة، ومنها عمليات الضرب المبرح على أماكن حساسة في الجسد، ومحاولات وتهديدات بالاغتصاب، والتفتيش العاري المذل، وشهادات من أسيرات فلسطينيات حول تعرضهن لتهديدات بالاغتصاب، وتحرشات، بما فيها تحرشات لفظية. 

مؤسسات الأسرى شددت على أن هذه الجرائم تأتي إلى جانب الجرائم المروعة التي وثقتها وتابعتها في إطار العدوان والإبادة الجماعية في غزة، ومنها عمليات التعذيب الممنهجة التي تعرض لها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال ومعسكراته بشكل غير مسبوق، والتي أدت إلى استشهاد ثمانية أسرى داخل سجون الاحتلال على الأقل بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.

وأشارت إلى أن ذلك يأتي في وقت يواصل فيه الاحتلال جريمة الإخفاء القسري بحق معتقلي غزة، من خلال منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر والطواقم القانونية من زيارتهم والاطلاع على ظروف اعتقالهم، ويصر الاحتلال على هذه الجريمة التي تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، لتنفيذ المزيد من الجرائم بالخفاء ودون أي رقابة. 

وقال البيان: "إننا اليوم نوجه صرختنا للمنظومة الحقوقية الدولية، للخروج من حالة العجز المرعبة التي تخيم على أدائها منذ بداية العدوان والإبادة الجماعية في غزة، فلا يكفي أن يختزل دور المنظومة الحقوقية في جمع الشهادات ورصدها وبث التقارير". 

وأضاف: "جملة الصعوبات الكبيرة في متابعة شهادات المعتقلين والمعتقلات المفرج عنهم من غزة من قبل المؤسسات".

وشددت المؤسسات على أن غالبية الجرائم الممنهجة التي تم توثيقها ومتابعتها بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، هي سياسات قائمة وممنهجة استخدمها الاحتلال منذ عقود بحق الأسرى والأسيرات، وقد تصاعدت بشكل مكثف وخطير وغير مسبوق.

وأكدت المؤسسات على مطلبها بفتح تحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم الخطيرة، يفضي إلى محاسبة جدية الاحتلال، في سبيل وقف هذه الجرائم ومنع تكرارها.

بموازاة ذلك، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن البيان الصادر عن مجموعة من الخبراء الأمميين، والذي وثق الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات على وجه التحديد في قطاع غزة والضفة الغربية، "تأكيد ودليل إضافي على جريمة الإبادة والتطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه النازي ضد الشعب الفلسطيني". 

وفي بيان لها، أعلنت الحركة أن ما ذكره البيان من صنوف وأشكال الانتهاكات التي تتعرض لها فلسطينيات من قبل جيش الاحتلال "يستدعي فتح تحقيق دولي مع هذا الكيان لمحاسبته على جرائمه الوحشية".

يأتي ذلك، في أعقاب إعلان سبع خبيرات لدى الأمم المتحدة، أمس الاثنين، عن قلقهن إزاء ادعاءات موثوقة بشأن انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان تتعرض لها نساء وفتيات فلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية، وسط الحرب المتواصلة على غزة لليوم الـ136، وذلك في تقرير نشره مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وقالت هؤلاء الخبيرات إن تقارير تحدثت عن تعرض نساء وفتيات فلسطينيات لإعدامات عشوائية في قطاع غزة، وفي غالب الأحيان مع أفراد أسرهن، بما في ذلك أطفالهن، بحسب المعلومات الواردة. 

وأضافت الخبيرات: "لقد صدمتنا التقارير التي تتناول الاستهداف المتعمد والقتل خارج الإجراءات القضائية للنساء والأطفال الفلسطينيين في الأماكن التي لجأوا إليها، أو في أثناء فرارهم".

وتابعت: "عددًا من هؤلاء كانوا يحملون قطعًا من القماش الأبيض عندما قُتلوا على يد الجيش الإسرائيلي أو القوات التابعة له".

ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 28 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

اقرأ ايضا: "قنص جنود وتدمير آليات".. المقاومة الفلسطينية تعلن "غلة" اليوم في غزة

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.