سارع وزراء في الحكومة الإسرائيلية المتشددة، إلى إعلان رفضهم خطة مقترحة للسلام تعمل الولايات المتحدة ودول عربية على صياغتها، من شأنها أن تفضي إلى إقامة "دولة فلسطينية"، بعد ترتيبات عدة، منها إصلاح السلطة الفلسطينية، وتوفير ضمانات أمنية لإسرائيل، وإنجاز التطبيع مع السعودية، مع إخلاء مستوطنات وإعلان عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية.
وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، في تدوينة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا): “لن نوافق بأي شكل من الأشكال على هذه الخطة، التي تقول في الواقع إن الفلسطينيين يستحقون مكافأة على المذبحة الرهيبة التي ارتكبوها بحقنا: دولة فلسطينية وعاصمتها القدس”.
اقرأ ايضا: حماس تؤكد رفض مقترح الهدنة لمدة محددة بقطاع غزة
وقال الوزير اليميني المتشدد إن "الدولة الفلسطينية تشكل تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل كما ثبت في 7 أكتوبر".
وقال: "في اجتماع المجلس الوزاري السياسي والأمني (الكابينت)، سأطالب بقرار واضح لا لبس فيه ينص على أن إسرائيل تعارض إقامة دولة فلسطينية".
من جانبه، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، على منصة "إكس": "قُتل 1400 شخص ويريد العالم أن يمنحهم دولة. لن يحدث ذلك".
بدوره، رفض وزير شؤون الشتات، عميحاي تشيكلي، من حزب الليكود، الخطة، وقال إن إسرائيل بحاجة إلى "تهديد الأميركيين بخطوات أحادية"، وقال شيكلي لإذاعة الجيش: "إذا كانت هذه هي الرؤية الأميركية، فعلينا أن نقاومها ونهددهم بخطواتنا الأحادية الجانب مثل إلغاء اتفاقيات أوسلو".
كما رفض وزير التربية والتعليم يوآف كيش الخطة، وقال: "نحن معنيون فقط بالنصر في غزة. ببساطة لن تكون هناك مكافأة للقتلة".
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، ذكرت أن الولايات المتحدة تعمل مع دول عربية على إعداد خطة لما بعد الحرب في غزة، تشمل جدولا زمنيا لإقامة دولة فلسطينية.
وأوضحت الصحيفة، أن أساس هذه الخطة هو الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في القطاع، لافتة إلى أنه من الممكن أن يتم الإعلان عن هذه الخطة "خلال الأسابيع المقبلة".
وقال مسؤولون أميركيون وعرب، إن "وقف إطلاق نار مبدئي يستمر لستة أسابيع على الأقل، سيوفر الوقت اللازم لإعلان الخطة والحصول على دعم إضافي لاتخاذ خطوات أولية نحو تنفيذها، بما يشمل تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة".
وتأمل الدول التي تقف وراء الخطة في "التوصل إلى اتفاق بشأن المختطفين قبل بداية شهر رمضان، خشية تفاقم الأمور خلال الشهر المقدس.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "يشارك في مناقشات تلك الخطة كل من مصر وقطر والأردن والسعودية والإمارات، بجانب ممثلين عن الفلسطينيين والولايات المتحدة".
وأشارت "واشنطن بوست"، إلى المشكلات التي قد تسببها إسرائيل بسبب موقفها من عدة أمور في الخطة، مثل الانسحاب من العديد من المستوطنات في الضفة الغربية، وإقامة عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، وإعادة إعمار غزة، وترتيبات الحكم في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأضافت: "القائمون على الخطة يأملون في أن منح إسرائيل ضمانات أمنية محددة، وإنجاز التطبيع مع السعودية ودول عربية أخرى، قد تكون أمورا من الصعب رفضها بالنسبة لإسرائيل".
وقالت الصحيفة الأميركية إن دائرة دعم الخطة "تمتد إلى ما هو أبعد من المجموعة القائمة على صياغتها"، حيث أعرب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، عن اهتمامه بالاعتراف المبكر بدولة فلسطينية.
وتأمل الدول التي تعمل على الخطة في مناقشتها مع قادة من أوروبا وخارجها خلال مؤتمر ميونخ للأمن، الذي يبدأ غدا.
وقال مسؤولون أميركيون، إن هناك قائمة إجراءات قيد الدراسة، من بينها "اعتراف أميركي مبكر بالدولة الفلسطينية".
اقرأ ايضا: شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق بغزة
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن كثيرين يعتقدون أن "اعتراف واشنطن بدولة فلسطينية في بداية عملية سلام، حتى إذا لم يكن قد تم الاستقرار حول حدودها ومؤسساتها، هو وحده القادر على إقناع العالم العربي بأن هذه المرة ستكون المفاوضات مختلفة.