باحثون يؤكدون أن إعادة إعمار غزة هذه المرة لن يكون كالسوابق الماضية

مشاركة
من فعاليات المنتدى السنوي لفلسطين من فعاليات المنتدى السنوي لفلسطين
الدوحة - جيهان الحسيني 04:30 ص، 12 فبراير 2024

عُقدت في الدوحة ندوة بعنوان "تحديات إعادة الإعمار في غزة بعد العدوان"، وذلك خلال أعمال الدورة الثانية للمنتدى السنوي لفلسطين التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وتُختتم اليوم.

وترأس الندوة محمد أبو نمر، أستاذ كرسي عبد العزيز للسلام الدولي وحل النزاعات في الجامعة الأميركية في واشنطن، وخلال فعالياتها تحدث غسان الكحلوت، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني وأستاذ مشارك في برنامج إدارة النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا، فأكد أنّ فترة ما بعد الحرب في غزّة تتّسم اليوم بعدم الوضوح الشديد، وأنّ سياق إعادة الإعمار فيها لن يكون مطابقًا للسياقات السابقة.

اقرأ ايضا: فريق إسرائيلي في الدوحة السبت لبحث استكمال المرحلة الأولى من اتفاق غزة

واستعرض حجم الخسائر في المباني السكنية والبنى التحتية ونطاقها، وتأثُّر الرعاية الصحية والمستشفيات من جرّاء الحرب، والتحديات السياسية والإدارية، المحلية والإقليمية والدولية، وتقييد الوصول إلى الموارد، وتكلفة إعادة الإعمار الماديّة، والخسائر في الموارد البشرية خلال الحرب، وأعداد النزوح.

وخلص إلى أنّ مؤتمرات المانحين، فيما يتعلّق بالتمويل، غالبًا ما تكون لها قيمة رمزية، وأنّه ليس ثمّة طريق آخر لتفعيل عملية إعادة الإعمار حقيقةً، من دون إخراج إسرائيل من المعادلة قدر الإمكان. وشدَّد على أنّه من الضروري دعم بناء القدرات السريع للمنظمات غير الحكومية المحلية والبلديات والمؤسسات الشبيهة، وتحقيق مستوى ملائم من المساءلة والشفافية في العملية، وتنمية القدرة على التكيّف والمرونة؛ فالظروف تتغير بسرعة على الأرض.

أمّا غسان أبو ستة، الطبيب البريطاني - الفلسطيني، والأستاذ المشارك في علم الجراحة، فبيَّن أن التفكيك المنهجي للقطاع الصحّي في غزّة كان يهدف إلى جعله مكانًا غير صالح للعيش على المدى الطويل، وهو الملمح الأبرز في حرب إسرائيل على قطاع غزة، ومن ثمّ، أصبحت التحديات التي تواجه عملية إعادة بناء القطاع الصحي في غزّة أكثر إلحاحًا؛ نظرًا إلى وجود أكثر من 70 ألف جريح حاليًا، ما يزال أغلبهم في حاجة إلى عمليات جراحية، أو يواجهون أزمة مزمنة تهدد حياتهم وتتطلب علاجًا فوريًا.

وأشار إلى أنّ المرضى في غزة لا يستطيعون الانتظار حتى إعادة بناء النظام الصحي؛ ولذا، فمن المُلحّ وضع إطار عمل لخطة تحاول تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان، مباشرةً بعد وقف إطلاق النار، مع نهج مرحلي لإعادة تأهيل المكونات المختلفة للنظام الصحي وإعادة بنائها بطريقةٍ تلبّي الاحتياجات الأكثر إلحاحًا بالنسبة إلى السكان في الوقت الحالي.

اقرأ ايضا: أمريكا تطالب بإبعاد حماس عن حكم غزة ومصر تشدد على عدم التهجير

وتُختتم اليوم أعمال منتدى فلسطين، بجلستي عمل تناقشان التضامن العالمي مع فلسطين، واللاجئين والمهجرين الفلسطينيين، والانتماء في المجتمع الفلسطيني، وأنظمة السيطرة الاستعمارية في الضفة الغربية وقطاع غزّة، والصحة والبيئة في سياق الاستعمار الاستيطاني، وصراع الذاكرة، وبناء الاقتصاد، إضافة إلى ندوتين تتناولان حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد العدوان على غزة، ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.