منذ أيام، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل 21 من جنوده في ضربة هي الأقوى للمقاومة الفلسطينية منذ بداية العملية البرية في قطاع غزة أواخر أكتوبر الماضي، لترتفع حصيلة قتلى جنود الاحتلال في القطاع إلى 221.
ومع إعلان أسماء القتلى من قبل الجيش الإسرائيلي، كان لافتًا اسم الرقيب أول "أحمد أبو لطيف" مع 20 جنديًا وضابطًا إسرائيليًا في قطاع غزة، ما سلط الضوء من جديد على دور "البدو العرب" في الجيش الإسرائيلي.
الجندي القتيل من مدينة رهط في صحراء النقب جنوب إسرائيل، ويبلغ من العمر 26 عامًا، وخدم في وحدة الاستطلاع البدوية.
الجندي الإسرائيلي أحمد أبو لطيف من أصل فلسطيني ويقيم في قرية رهط، في صحراء النقب بالداخل المحتل، المجند الذي انتشرت صورة جنازته على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء الصلاة عليه كونه مسلمًا.
"فخور بكوني إسرائيليًا" الجملة التي كتبها المجند أحمد أبو لطيف، على صفحته الشخصية بفيسبوك، فالإسرائيلي من أصول فلسطينية يعيش في قرية رهط إحدى القرى البدوية المسلمة بصحراء النقب والتي تتبع إسرائيل وينضم أبنائها لصفوف جيش الاحتلال، كونهم يحملون الجنسية الإسرائيلية.
دانييل هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صرح حينها بأن أسباب الحادث تتراوح بين إطلاق مسلحين صاروخ "آر بي جي" وانفجار ألغام زرعتها القوات الإسرائيلية بهدف هدم المباني لاحقا، خاصة أنّ الحادث صاحبه وقوع انفجارين.
فيما أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، بأن أحمد أبو لطيف كان يعمل حارسًا للأمن بجامعة بن غوريون، وهو متزوج ولديه طفلة.
(البدو العرب)
ويشكل البدو نحو 10 بالمئة من إجمالي السكان العرب في إسرائيل، وتتركز غالبيتهم في صحراء النقب التي تضم أكثر من 300 ألف بدوي في قرى غير معترف بها من الحكومة.
وفي عام 1985، تقدم علي خليف، من قبيلة خليف، بمبادرة إلى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لإنشاء الوحدة، وتكون إطارًا مؤسسيًا لتجنيد البدو على أساس طوعي.
وتأسست سنة 1987، ليعمل البدو لأول مرة في الجيش الإسرائيلي في مهام غير اقتفاء الأثر، وحاليًا هي تحت إمرة قيادة منطقة غزة في الجيش الإسرائيلي.
ووفقًا لموقع "واللا" العبري، يخدم في الجيش 1514 جنديًا من المجتمع البدوي، منهم 84 ضابطًا.
وتولى قيادة الكتيبة العقيد وصفي سواعد، وذلك في عام 2005، وهو من البدو، وحاليًا يقودها المقدم نادر عيدات.
جنود البدو العرب يتدربون في قاعدة لواء جفعاتي في كتسيعوت، ومن المهام التي عملت بها مراقبة الحدود مع مصر لمنع تهريب السلاح، وعمليات حربية على محور فيلادلفيا جنوب غزة.
وخلال الحرب الدائرة على قطاع غزة، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كتيبة دورية الصحراء البدوية "585" والتي تخضع لقيادة اللواء الجنوبي.
ووفق ما نشره موقع الحكومة الإسرائيلية، قال نتنياهو: "أنا هنا بكتيبة الدوريات البدوية مع القائد نادر والمحاربين الشجعان، القادة، اليهود والبدو، يقفون جنبًا إلى جنب. لقد قاتلوا بشجاعة، وهم الآن يقاتلون بشجاعة. يحمون بلدنا بطريقة رائعة وشراكة مذهلة"، مضيفًا: "أحييكم وأثق بكم. أنتم مستقبلنا جميعًا. إن شراكتنا هي مستقبلنا جميعا".
وفي تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، مردخاي كيدار: "كتيبة البدو نموذج للتعايش داخل المجتمع الإسرائيلي حيث يخدم المسلمون جنبًا إلى جنب مع اليهود في داخل الجيش، خاصة أن التجنيد لا يتم فرضه على المسلمين ويكون إجباريًا لليهود فقط، ولذلك كي ينضم البدو للجيش يجب أن يكونوا متطوعين بإرادتهم الحرة".
وأضاف كيدار: "عرب الجنود يأتون من العشائر البدوية، وهم مرتبطون بالصهر والنسب، وهناك 3 مجموعات الترابين والتياهة والعزازمة، وهم بدو يعملون لمصلحتهم الخاصة، ومصلحتهم تكمن في التعاون مع دولة إسرائيل من أجل الحصول على الخدمات التي تقدمها لهم، ولذلك يتطلع الكثير منهم للانضمام إلى الجيش".
وتابع: "البدو من المقاتلين الأشداء ولديهم ولاء شديد لإسرائيل، ويعيشون كمواطنين إسرائيل بشكل كامل، ويجب الاعتراف أن ثقافتهم البدوية تختلف عن الثقافة الفلسطينية وهم على الأرجح لا يشعرون إنهم فلسطينيون، وهو ما يسهل عليهم الانخراط في الجيش".
وحول مهامهم، يقول كيدار، أن المهمة الأساسية للكتيبة هي تقفي الأثر أمام قوات الجيش الإسرائيلي من أجل التأكد من خلو المسار الذي يتقدم فيها الجيش من أي فخاخ أو مهاجمين بحكم معرفتهم القوية بجغرافيا المنطقة، وهذه كانت البداية، ثم تحول الأمر إلى كتيبة كاملة بمهام قتالية.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 25 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.
وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.
وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.
ويعاني النظام الصحي في قطاع غزة من وضع صعب للغاية، بداية من جهاز الإسعاف شبه المنهار، حيث قصف الاحتلال الإسرائيلي نحو 108 مركبات إسعاف، وهناك 11 مُستشفى من أصل 36 تعمل بشكل جزئي.