أمراض نفسية ووبائية تشن حربًا على جنود الاحتـ.لال.."الشيغيلا" ينهش أمعائهم و"الذعر" يدب في نفوسهم

مشاركة
جنود إسرائيليون - صورة أرشيف جنود إسرائيليون - صورة أرشيف
حياة واشنطن-تقرير 04:19 م، 04 ديسمبر 2023

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن حالات الإصابة بالتسمم الغذائي والأمراض المعوية شهدت ارتفاعًا كبيرًا في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا المقاتلين في قطاع غزة. 
 
ووفقًا للصحيفة الإسرائيلية، فإنه منذ أن شن جيش الاحتلال حربه على قطاع غزة في أعقاب "طوفان الأقصى، والتبرعات الغذائية تصل إلى القوات، ولكن بحسب الأطباء فإن سوء تخزينها، ورداءة أدوات النقل والإعداد، تسببا في ارتفاع النزلات المعوية، والإسهال الشديد، وارتفاع درجات الحرارة بين الجنود. 
 
ونقلت الصحيفة عن الدكتور تال بروش، مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى أسوتا العام في أسدود، قوله: "لقد تفشى الإسهال بين الجنود في الجنوب، وفي مناطق تمركزهم المختلفة، ثم انتشر بعد ذلك بين الجنود الذين ذهبوا إلى القتال في غزة".

وأضاف مدير وحدة الأمراض المعدية في مستشفى "أسوتا": "شخصنا إصابات ببكتيريا الشيغيلا التي تسبب مرض الزُّحار، وهذا مرض شديد الخطورة، وقد تفشى بين المقاتلين في غزة". 
 
وتابع: "تفشي هذه الأمراض له عواقب على حالة الجنود وسير العمليات القتالية"، مؤكدًا: "إذا تفشت العدوى بين 10 جنود في سرية مشاة، وأُصيبوا بالحمى بعد وصول درجة حرارتهم إلى 40 درجة مئوية، وبات ينتابهم الإسهال كل 20 دقيقة، فإنهم لا يعودون صالحين للقتال، بل يعرضون أنفسهم لخطر الوفاة". 

بموازاة ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان"، بأن نحو 2000 من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي صنفوا بأنهم مصابون ومتضررون جراء المعارك الدائرة منذ عملية "طوفان الأقصى"، ولاحقًا الحرب الإسرائيلية البرية في قطاع غزة، ما استدعى عرضهم على ضابط صحة نفسية.

وبحسب تقرير للهيئة، عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، فإن نحو 200 من الجنود والمجندات صنفوا ضمن هذه الفئة في الأسابيع الثلاثة الأولى للعملية البرية، وأن نسبة ما بين 75% و80% من بين الـ2000 جندي وجندية عادوا إلى وحداتهم لاحقًا.

وقالت "كان" إن المتضررين جراء المعركة ضمن هذه الفئة هم الذين مروا بحدث مثل إطلاق نار، أو خاضوا معركة، أو تعرضوا لإصابة أو لإصابات ومشاهد صعبة لأشخاص آخرين وتضرر أداؤهم الوظيفي في أعقاب ذلك.

وأضافت أن الضرر على المستوى الوظيفي للجندي قد ينعكس من خلال مجموعة من ردود الفعل، مثل الخوف والصمت والانزواء والضغط أو شعور عام صعب يرافق الجندي أو الجندية.

ولفت التقرير إلى أنه كجزء من بروتوكول العلاج ومبادئ العلاج النفسي التي وضعتها الفرق الطبية العسكرية الاسرائيلية، من الأفضل إعادة الجندي المصاب إلى النشاط والعمل، وهكذا نجح الطاقم الطبي في إعادة معظم الجنود إلى الخدمة الفعلية في الجيش الإسرائيلي.

وأوضحت "كان" أن جيش الاحتلال الإسرائيلي افتتح منذ 7 أكتوبر الماضى مركزين للصحة النفسية في منطقة الجنوب بالإضافة إلى مركز توجهات هاتفية من أجل تجنيد أخصائيين وأطباء نفسيين من قوات الاحتياط.

المركزان يعملان على مدار 24 ساعة في اليوم، ذلك لأن تقديم العلاج الفوري يقلل مخاطر تطور أعراض ما بعد الصدمة لاحقاً، بحسب هيئة البث، التي أشارت إلى أن جزءًا من ضباط الصحة النفسية موجودون في ميدان المعركة من أجل تقديم أدوات للضباط تساعدهم في الحديث مع الجنود حول مشاعرهم.

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومه يوم الجمعة عقب انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعًا، معلنًا أنه وسع عمليته البرية في غزة لتشمل "كل جزء من القطاع".

ويركز الجيش الإسرائيلي هجومه على خان يونس، كونها ثاني أهم مركز حضري في غزة، ومسقط رأس قادة بارزين في حركة حماس، من بينهم زعيم الحركة يحيى السنوار ومحمد الضيف، إذ تعتقد أن السنوار يدير العمليات العسكرية للحركة مع رئيس الذراع العسكرية، محمد الضيف، وعدد قليل من كبار القادة الآخرين، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".

وكانت إسرائيل قد قسمت القطاع إلى 2300 تجمع سكني تعرف بالمربعات أو "بلوك" ضمن خطتها الجديدة لجولتها الثانية من الحرب على غزة، طالبة من سكان خان يونس بإخلاء المنطقة قبل ضربها.

ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية فإن هذه التجزئة حولت القطاع كله إلى نازحين وتسببت في تكدس بشري لا مثيل له على الإطلاق.