لم يكن سهلا التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، والتي شملت هدنة لمدة ٤ أيام، إذ اقتضى التوافق حول بنود الصفقة نشاطا مكثفا لرئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي أي إيه” وليام بيرنز، و14 مكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن، وثلاث محادثات بين الأخير والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومحادثتين بين بايدن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
كل تلك المباحثات أثمرت أخيرا اتفاقا لتبادل الأسرى تضمن وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة، وإدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً، وإطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاما، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عاماً.
اقرأ ايضا: حماس: لا مفاوضات حول سلاح المقاومة.. ولا مكان لأي صفقة جزئية
وصادقت الحكومة الإسرائيلية بكامل وزرائها، عدا وزراء حزب "القوة اليهودية" برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على الصفقة.
وكشفت مصادر عبرية، تحدثت لوسائل إعلام إسرائيلية، عن أن مفاوضات الصفقة تمت بالأساس في الدوحة.
وقالت صحف عبرية، إن الصفقة تحظى بتأييد واسع جداً في الشارع الإسرائيلي، رغم أثمانها ومخاطر تبعاتها، سواء من ناحية أمن القوات الإسرائيلية في غزة، أو مستقبل الحرب وأهدافها، فضلا عن احتمالات تزايد الضغوط الخارجية من أجل تحويل الهدنة لوقف دائم لإطلاق النار.
وقال المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم بارنياع، إن الاتفاق ليس صفقة، بل اضطرار، ولا مناص من دفع هذا الثمن، واتفق معه المحلل السياسي في القناة 12 العبرية نداف أيال، الذي قال إن الصفقة قرار صعب مفروغ منه.
اقرأ ايضا: نتنياهو يراوغ لتنفيذ التهجير: دول عديدة ترغب في استضافه سكان غزة
وحذا حذوهما محلل الشؤون السياسية في صحيفة “هآرتس” يوسي فرطر، الذي كشف عن أن هذه الصفقة كانت مطروحة على طاولة نتنياهو قبل أسبوع، لكنه رفضها في اللحظة الأخيرة، يوم الثلاثاء الماضي، قبل أن يعود ويقبلها.