نشبت أزمة دبلوماسية حادة بين إسرائيل وبلجيكا، عقب تنديد وزيرة التعاون والتنمية البلجيكية كارولين غينيز، بانتهاك إسرائيل لحقوق الفلسطينيين.
وتحدثت الوزيرة غينيز، في حوار مع صحيفة "دي مورغن" المحلية، أمس الجمعة، عن قتل الأطفال الفلسطينيين ومحو قرى بأكملها من الخريطة وتدمير مدارس وأحياء ممولة من الاتحاد الأوروبي.
اقرأ ايضا: الجيش اللبناني: إسرائيل خرقت اتفاق وقف إطلاق النار "عدة مرات"
وأثارت هذه التصريحات غضب تل أبيب التي سارعت إلى استدعاء السفير البلجيكي لديها، جان لوك بودسون، اليوم السبت، للتعبير عن إدانتها الشديدة لما صرحت به الوزيرة، وتسليمه رسالة احتجاج لنقلها إلى وزارة خارجية بلادها في بروكسل.
وقالت سفيرة إسرائيل في بروكسل إيديت روزنزفايغ-أبو، عبر حسابها على منصة "إكس"، إن وزارة الخارجية احتجت لدى السفير البلجيكي وطلبت توضيحات بشأن تصريحات الوزيرة غينيز.
وتناولت الوزيرة البلجيكية القضية الفلسطينية، خلال لقاء مع الصحيفة، حول نشاطات وزارتها في أوكرانيا وأفريقيا.
وقالت خلال اللقاء: "في السنوات الأخيرة، بالطبع، تم إيلاء الكثير من الاهتمام لأوكرانيا من قبل أوروبا، ولكن هناك العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يحتاجون إلى المساعدة"، مضيفة: "في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على سبيل المثال، أصبح الوضع غير قابل للاستمرار. يتم مسح قرى بأكملها عن الخريطة من قبل الإسرائيليين. وفترات التصعيد العنيف باتت أكثر تواتراً وشدّة. لم يعد لدى السكان مجال لالتقاط أنفاسهم". وتابعت: "لقد أصيب وقتل من الفلسطينيين في أعمال العنف منذ بداية هذا العام عدد أكبر من عددهم في عام 2022 بأكمله".
وسبق أن دانت الوزيرة البلجيكية في أغسطس/ آب الماضي هدم الاحتلال الإسرائيلي مدرسة "عين سامية" التي أشرف على تأسيسها الاتحاد الأوروبي في قرية "عين سامية"، وكتبت في حينه أنّ "بلجيكا ستطلب تفسيرات من إسرائيل".
في غضون ذلك، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بتصريحات الوزيرة البلجيكية، واعتبرت أن تلك التصريحات "تتسق تماما مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وتدعم حل الدولتين ومبادئ حقوق الإنسان كما أشارت إليها (الوزيرة البلجيكية)".
ودانت الوزارة "الهجوم الإسرائيلي البشع وغير المبرر الذي تمارسه الحكومة الإسرائيلية ضد الوزيرة وتصريحاتها".
اقرأ ايضا: أستراليا ترفض استقبال وزيرة إسرائيلية بسبب موقفها المناهض لإقامة دولة فلسطينية
واعتبرت أن الهجوم الإسرائيلي يندرج "في إطار الدعاية التضليلية وترهيب الجهات التي توجه انتقادات لدولة الاحتلال ومحاولات لطمس حقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظلم تاريخي وعمليات قمع وتنكيل واضطهاد وتمييز عنصري تحدثت عنها العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية ذات المصداقية بما فيها الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية".