رحبت واشنطن بالجهود "المذهلة" التي تبذلها السعودية سعيا إلى التوصل إلى خارطة طريق أكثر شمولية لإنهاء الحرب في اليمن، مؤكدة الدعم الكامل لهذه الجهود، وذلك بالتزامن مع بدء المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ، زيارة إلى منطقة الخليج العربي لدعم جهود التوصل إلى اتفاق جديد بشأن عملية سلام شاملة.
وذكر البيت الأبيض، في بيان صحفي تلقت "حياة واشنطن"، نسخة منه، أن مستشار الأمن القومي جايك سوليفان، تحدث هاتفيا مع ولي العهد رئيس الوزراء السعودي محمد بن سلمان آل سعود، وناقشا عددا من القضايا الدولية والإقليمية، بما في ذلك الدبلوماسية المتواصلة لإنهاء الحرب في اليمن. وأشار سوليفان إلى التقدم المذهل الذي أحرز في اليمن على مدار العام الماضي، والذي توقف القتال خلاله بشكل كامل تقريبا بموجب هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة.
وزار وفد سعودي صنعاء لإجراء مباحثات مع قادة جماعة "الحوثي"، حول اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن، التي يسيطر الحوثيون على أجزاء منه بينها العاصمة صنعاء، فيما تسيطر الحكومة المدعومة من السعودية على عدة مدن يمنية.
وضم مفاوضين سعوديين وعمانيين، وأجرى محادثات مع قادة الحوثيين، ومن بينهم رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين في اليمن مهدي المشاط، ضمن الجهود الجارية للتفاوض على اتفاق وقف إطلاق نار دائم بين المملكة العربية السعودية، وجماعة الحوثي، لإيقاف الحرب الدائرة في اليمن منذ العام 2015.
وكانت السعودية أطلقت قبل عدة أيام 13 أسيرا حوثيا، مقابل إطلاق الحوثيين، مواطنا سعوديا.
وتأتي تلك التطورات في أعقاب اتفاق بين السعودية وإيران، الداعم الرئيسي لجماعة "الحوثي"، بوساطة صينية في مارس الماضي، باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال شهرين.
واجتمع الاسبوع الماضي، وزيرا خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، وإيران حسين أمير عبد اللهيان، للمرة الأولى منذ سبع سنوات، في الصين.
وناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي مع ولي العهد السعودي، سبل خفض التصعيد في المنطقة، وشددا على ضرورة الحفاظ على قدرة الردع ضد التهديدات من إيران وأماكن أخرى.
وأعاد سوليفان التأكيد على التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن، الثابت بضمان ألا تمتلك إيران يوما سلاحا نوويا.
في غضون ذلك، سافر المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ إلى منطقة الخليج العربي، في وقت يقف اليمن أمام فرصة غير مسبوقة لتحقيق السلام، حسب وزارة الخارجية الأمريكي.
وأكدت الخارجية الأمريكية، في بيان صحفي تلقت "حياة واشنطن" نسخة منه، أن العملية السياسية اليمنية-اليمنية ضرورة طارئة، لافتة إلى أن المبعوث الخاص سيجتمع مع شركاء يمنيين وسعوديين ودوليين لمناقشة الخطوات اللازمة لضمان وقف إطلاق نار دائم وعملية سياسية شمولية بوساطة الأمم المتحدة، وذلك مع ضمان مواصلة بذل الجهود للتخفيف من الأزمة الاقتصادية ومعاناة اليمنيين.