نداء فلسطيني عاجل للأمة العربية: لا تتركوا شعبنا وحده أمام ممارسات الاحتلال العدوانية

مشاركة
دياب اللوح دياب اللوح
القاهرة-حياة واشنطن 11:32 ص، 06 مارس 2023

أكد سفير دولة فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح، أهمية الدعم العربي في كافة المجالات السياسية والدبلوماسية والقانونية والاقتصادية والتنموية والمالية؛ لتعزيز دفاع أهل القدس وأهل فلسطين عن مقدساتهم ودُرتها المسجد الأقصى ولدفع كيد وجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين، ولوضع حد لها، ووقفها بشكل كامل، وتوفير حماية دولية عاجلة للشعب الفلسطيني، مما يتعرض له من حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها، وتستهدف وجوده على أرضه.

ووجه سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم بالجامعة العربية نداءً عاجلاً للأمة العربية باسم أهل القدس والشعب الفلسطيني بأن لا تتركوهم وحدهم أمام الأخطار المحدقة بهم من كل حدبٍ وصوب ولمواجهة الممارسات العنصرية العدوانية الشرسة الدموية التي يتعرض لها الفلسطينيون من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وعصابات مستوطنيه المسلحة بدعم من حكومته المتطرفة التي تحكم إسرائيل وتعمل ليس على تزوير التاريخ وقلب الحقائق وتحريف الرواية فقط وإنما لإفراغ الأرض من سكانها وأصحابها الفلسطينيين.

اقرأ ايضا: "متى يستيقظ الإسرائيليون؟".. جندي عائد من غزة يروي "ممارسات مرعبة" للجيش بحق الفلسطينيين

وقال اللوح - في كلمته بمجلس الجامعة العربية في دورته 159 على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة مصر - : "اسمحوا لي أن أنقل لكم نداءً واستغاثة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والذي يُذبح يوميًا وتسفك دماؤه، وتسرق مقدراته وموارده الطبيعية، وتصادر أرضه، وتُهدم منازله ومنشآته، وتُقتلع أشجاره وتُحرق مزارعه، وتُردم آباره، ويتعرض للاعتداء والقتل من قِبل المستوطنين المستعمرين وعصاباتهم المسلحة المدعومة من جيش وشرطة وقوات حرس حدود الاحتلال، فالمواطن الفلسطيني ممنوع عليه الدفاع عن نفسه حتى بالأيادي المجردة، ويُحرم من ممارسة حياته الطبيعية والإنسانية وحتى المعيشية بشكل كريم".

وأضاف اللوح: "نعلم أنه قد طال أمد قضيتنا ولكن مهما طال الزمن، نحن صامدون على أرضنا ومستمرون في كفاحنا العادل والمشروع، ولن نكل ولن نستكين ولن نسلم بسياسة الأمر الواقع، ولن نرفع الرايات البيضاء فستبقى راية وعلم فلسطين عالية خفاقة"، مؤكدًا أهمية "الدعم العربي الأصيل المستمر الذي نعتز ونتمسك فيه، ونحن أصحاب حق ونؤمن بحقنا وعلى أتم الاستعداد والجاهزية لمواصلة تقديم التضحيات الجسام وتقديم الغالي والنفيس من أجل إنجازه وتحقيقه والوصول إليه مهما اشتدت المؤامرات، ونستند في ذلك لمواقف الأشقاء والأحرار المناصرين مهما تغول الإحتلال ومستوطنوه ومهما كانت بشاعة المجازر الدموية والجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء شعبنا في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، مثلما حصل في نابلس وحوارة وبورين وعصيرة القبلية وسلفيت وطوباس وجنين وعقبة جبر والخليل والأغوار وفي مناطق أخرى كثيرة".

وأشار اللوح إلى الجرائم المروعة التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني كجريمة حوارة في نابلس، التي ارتكبتها عصابات المستوطنين المسلحين الشهر الماضي والتي بلغت حصيلتها حرق أكثر من 100 سيارة، وأكثر من 35 منزلاً بشكل كامل، وأكثر من 40 منزلاً بشكل جزئي واستشهاد مواطن وإصابة أكثر من 100 بالرصاص الحي والحرق بالنار والاعتداء الوحشي عليهم، تحت سمع وبصر وحماية جيش الاحتلال الذي منع سيارات الإطفاء والإسعاف من التدخل، وقيام وزراء في الحكومة المتطرفة في إسرائيل بالتحريض على القتل وإبادة بلدة حواره وإزالتها من على الخريطة.

وقال إنه برغم جميع هذه الممارسات الإسرائيلية العنصرية التي تمارس بحق شعب أعزل فلقد بلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال، نحو 4800 أسير من بينهم 170 طفلاً، و28 أسيرة، و900 معتقل إداري دون تهمة أو محاكمة، و700 أسير يعانون أمراضًا مختلفة وإعاقات جسدية وحسية، ولا يتلقون الرعاية الصحية اللازمة ويتعرضون للإهمال الطبي مما يُفاقم من معاناتهم التي قد تؤدي وأدت إلى وفاة نحو 234 أسيرًا على مدار سنوات الاعتقال، منوهًا بأن من بين الأسرى 554 أسيرًا محكومون مدى الحياة، وهناك 23 أسيرًا منذ ما قبل اتفاقية أوسلو عام 1993، من بينهم سبعة أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من 35 عامًا.

واستطرد موجهًا حديثه لمندوبي الدول العربية بالجامعة، قائلاً: "نحن بحاجة إلى دعمكم، ومناصرتكم، وتعاضدكم لكي نستمر قدمًا في نضالنا حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بكافة أشكاله، ولنيل حقنا في تقرير مصيرنا وعودتنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة القابلة للحياة والمتصلة جغرافيًاً في خطوط 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وأن نعيش بحرية وكرامة وأمن وسلام عادل وشامل، جنباً إلى جنب مع دول وشعوب المنطقة والعالم".

اقرأ ايضا: 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى

وفي ختام كلمته، قال السفير اللوح: "لقد تقدمنا بمشاريع قرارات مفصلة حول القضية الفلسطينية والتطورات السياسية تتعلق بالصراع المستمر مع إسرائيل"، راجيًا الموافقة عليها واعتمادها لرفعها إلى مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته القادمة (159)، والتي ستعقد يوم بعد غدٍ الأربعاء وذلك تجسيدًا للمفهوم القومي التاريخي بأن قضية فلسطين لازالت تمثل القضية المركزية بالنسبة لدولنا العربية الشقيقة ولأمتنا العربية المجيدة، مهما طال الزمن، ومهما اشتدت المؤامرات.