كان لافتا أن احتفل إيرانيون بفوز منتخب الولايات المتحدة الأمريكية لكرة القدم، التي تعتبرها أدبيات الثورة الإسلامية في إيران "الشيطان الأعظم"، على منتخب بلادهم في كأس العالم الذي تستضيفه قطر.
وحجز منتخب أمريكا مقعدًا في دور الـ 16 لمونديال 2022 بقطر، بفوزه على إيران بهدف نظيف في الجولة الثالثة من دور المجموعات، مساء أمس.
وعلى خلاف المتوقع، انطلقت احتفالات في عدة مناطق إيرانية، إذ انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمواطنين إيرانيين يطلقون ألعابا نارية في الهواء، وهم مبتهجون بهزيمة منتخب إيران.
وتركزت الاحتفالات في جميع أنحاء المنطقة الكردية، التي تشهد مواجهات مستمرة مع قوات الأمن منذ أكثر من شهرين، قُتل فيها العشرات وأصيب المئات وتم توقيف الآلاف الإيرانيين، إثر موجة الاحتجاجات المتصاعدة منذ شهر سبتمبر الماضي، بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما)، أثناء احتجازها في قسم تابع لشرطة الأخلاق، بسبب مخالفة ملابسها القواعد المعمول بها في إيران.
وكتب إيرانيون على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، إن منتخب كرة القدم لا يمثلهم، وقال بعضهم: "فريق ضد شعبه ليس منتخبًا وطنيًا".
وكان إيرانيون يأملون أن ينتهز منتخب كرة القدم، فرصة المشاركة في أكبر وأهم محفل رياضي في العالم، لإطلاق رسالة تأييد للشعب الإيراني، أسوة برياضيين آخرين في ألعاب مختلفة.
لكن مصادر مطّلعة كانت أفادت بأن الحكومة الإيرانية مارست ضغوطًا على لاعبي المنتخب الإيراني لكرة القدم عبر تهديد أسرهم بالسجن والتعذيب إذا صدر أي سلوك احتجاجي من اللاعبين.
وأضافت المصادر، أن لاعبي المنتخب الإيراني جرى استدعاؤهم للقاء أعضاء في الحرس الثوري، بعدما رفضوا ترديد النشيد الوطني في مباراتهم الافتتاحية أمام إنجلترا.
وأبلغ مسؤولو الحرس الثوري، لاعبي المنتخب بأن أسرهم ستواجه السجن والتعذيب إنْ لم يردّدوا النشيد الوطني، أو إذا انضموا إلى أي احتجاج سياسي ضد النظام.