غادر محمد عثمان الميرغني رئيس "الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل" بالسودان، مرشد الطريقة الختمية، اليوم الاثنين، القاهرة عائدا إلى الخرطوم، بعد 10 سنوات قضاها بعيدا عن وطنه بسبب خلافات مع نظام الرئيس السابق عمر البشير، اختار معها أن يسافر في العام 2013 إلى مصر، فيما اعتبر "منفى اختياري".
وكان اختيار الميرغني، القاهرة للإقامة فيها طبيعيا، في ظل العلاقات التاريخية التي جمعت مصر مع "الاتحاديين" في السودان، علما بأن عودته إلى السودان اليوم، سبقها جهد مصري مكثف اضطلع به مسؤولو ملف السودان في الاستخبارات ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية، من أجل "توحيد الاتحاديين"، بعد أن ضربت الانشقاقات الحزب الرئيسي الذي يقوده الميرغني، وتفرعت منه عدة أحزاب متنافسة.
ووقعت الأحزاب الاتحادية قبل عدة أشهر على وثيقة الوحدة، برعاية مصرية، في تمهيد لعودة الميرغني، الذي يرى بعض المراقبين في عودته "طوق نجاة" للخروج بالسودان من أزمته السياسية التي تفاقمت بعد عزل الجيش رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك في اكتوبر من العام 2021، ومن حينها لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة أخرى مدنية.
ومعروف أن للاتحاديين قاعدة شعبية عريضة في السودان، يمكن أن تدفع في اتجاه حدوث توافق بين المكونات المدنية السودانية، علما بأن "الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل" كان طرح قبل عدة أشهر مبادرة للتوافق بين القوى السياسية، نالت استحسان عدة فعاليات، وتُمثل عودة الميرغني بما له وللطريقة الختمية (طريقة صوفية) التي يقودها، من ثقل سياسي وشعبي كبيرين.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجه بتوفير طائرة مصرية خاصة كي تُقل الميرغني ومرافقيه من قيادات الحزب الاتحادي والطريقة الختمية إلى جمهورية السودان "تقديرا لمكانته الوطنية وقيمته السياسية والروحية".
وكان في وداع الميرغني بمطار القاهرة مسئولو ملف شئون العلاقات المصرية السودانية بالرئاسة المصرية، فضلاً عن عدد من قيادات الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل والطريقة الختمية من المتواجدين بجمهورية مصر العربية.
وتوجه الميرغني، بالشكر للرئيس السيسي، على فترة إقامته في القاهرة، معربا عن تمنياته لمصر وقيادتها بالتقدم والازدهار.
اقرأ ايضا: بيان تحذيري هام بعد إعلان ترامب قائمة دول يحظر دخول مواطنيها