سلّم محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، اليوم الأحد، شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، أول نسخة مطبوعة من مصحف المسجد الأقصى المبارك، خلال اللقاء الذي جمعهما في مشيخة الأزهر في العاصمة المصرية القاهرة.
وتعتبر هذه النسخة الأولى التي يتم إعدادها من مصحف المسجد الأقصى، واستغرق العمل على إعدادها ما يزيد عن 6 سنوات، وهو أول مصحف يصدر عن دولة فلسطين.
اقرأ ايضا: 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
وقال الهباش - خلال اللقاء - إن الرئيس محمود عباس قرر إهداء أول نسخة من مصحف المسجد الأقصى، إلى الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تقديرًا من دولة فلسطين لجهود الأزهر في دعم القضية الفلسطينية والتعريف بحقوق الشعب الفلسطيني ونضاله الدائم والمشروع ضد الانتهاكات الإسرائيلية، ودوره المحوري لدى المسلمين في أنحاء العالم كافة، لمواجهة العدوان ولجم دولة الاحتلال لكف يدها عن القدس والمقدسيين وعموم أبناء فلسطين".
كما أطّلع الهباش شيخ الأزهر على خطورة ما تقوم به إسرائيل في القدس والمسجد الأقصى، من اعتداءات وجرائم يومية بحق المصلين والاقتحامات المستمرة لباحات الحرم القدسي، والتي زادت وتيرتها بشكل كبير خلال الأيام الماضية ضمن "الأعياد اليهودية"، والتي شملت محاولات حثيثة من قبل المتطرفين اليهود إقامة طقوس وشعائر تلمودية على أبواب المسجد أو في محيطه داخل البلدة القديمة بمدينة القدس، ضمن مخططات التهويد التي تستهدف المدينة المقدسة والحرم القدسي الشريف، وصولًا للتقسيم الزماني والمكاني للحرم.
واستعرض الهباش مع شيخ الأزهر جهود القيادة الفلسطينية في مواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة، مُؤكدًا ضرورة تكاتف الجهد العربي والإسلامي الرسمي والشعبي مع القضية الفلسطينية.
وأشار الهباش إلى أن ما تقوم به إسرائيل هو إعلان حرب على مدينة القدس ومقدساتها، وتعدٍ صارخ على الإسلام والمسلمين.
وأوضح أن المواجهة مع إسرائيل مفتوحة، وتتطلب دعمًا عربيًا وإسلاميًا مساندًا لقرارات القيادة وصمود أبناء الشعب الفلسطيني.
في غضون ذلك، عبّر شيخ الأزهر عن تقديره للرئيس الفلسطيني محمود عباس، وسعادته بهذه الهدية الفلسطينية الكريمة، داعيًا المولى عز وجل أن ينزل سكينته وأمنه على فلسطين، وأن يكتب لهذا الشعب - الذي ذاق الأمرّين - أن ينهض بعد عثرته، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية إلى مساندة الشعب الفلسطيني من أجل الصمود لاسترداد حقوقه المغتصبة، والاستمرار في نضاله الأصيل والمشروع.
وقال شيخ الأزهر: "إن محاولات إسرائيل لتغيير الوضع التاريخي للمسجد الأقصى لن تنجح، فهذا المسجد المبارك هو مسجد إسلامي خالص لا يحق لأحد من غير المسلمين إقامة شعائره فيه أو فرض السيطرة عليه، وهو جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية".
اقرأ ايضا: 40 ألف فلسطيني يؤدون صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى
وشدد على أن الأزهر سيبقى باسم كل المسلمين صوتًا عاليًا وقويًا للدفاع عن فلسطين ونصرة القدس ومقدساتها، مشددًا على أن القدس كانت وستبقى عاصمة فلسطين الأبدية والعاصمة الروحية لكافة المسلمين في كافة أنحاء الأرض.