هل يطفيء العالم "شجرة الكريسماس" هذا العام ترشيدًا للاستهلاك وسط أزمة الطاقة؟

مشاركة
أزمة الطاقة تطفيء شجرة الكريسماس أزمة الطاقة تطفيء شجرة الكريسماس
الحياة واشنطن-تقرير 04:24 م، 12 أكتوبر 2022

يبدو أن أزمة الطاقة التي يعيشها العالم حاليًا واتجاه أغلب الحكومات إلى اتخاذ قرارات لترشيد الاستهلاك سوف تنعكس على الأجواء الاحتفالية بأعياد الميلاد هذا العام، حيث تتزايد التكهنات بأن تتجه الدول وبخاصة الأوروبية إلى عدم إضاءة شجرة "الكريسماس" أو تقليل أعدادها في الشوارع والميادين العامة في ظل أزمة طاقة عالمية طاحنة ونقص المعروض من الوقود وارتفاع الأسعار بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.

وقطعت العديد من الحكومات الأوروبية شوطًا كبيرًا في خطة ترشيد استهلاك الطاقة والكهرباء، حيث حثت الدول في جميع أنحاء أوروبا الشعوب إلى إطفاء وتقليل أضواء أعياد الميلاد هذا الشتاء لتوفير الطاقة في الوقت الذي تفرض فيه روسيا قيودًا صارمة على تدفق الغاز نحو القارة الأوروبية، وتعد هذه هي إحدى الطرق التي تحاول بها دول مثل ألمانيا والبرتغال والدنمارك والنمسا تقليل استهلاك الطاقة وذلك حسبما ذكر موقع "إنسايدر" الإخباري العالمي.

 وتعد ألمانيا من أولى الدول التي بادرت باتخاذ خطوات سريعة في خطة ترشيد استهلاك الطاقة لتخطي الأزمة، حيث طالب الرئيس الألماني فرانك شتاينماير، مواطنيه بالبدء في ترشيد استهلاك الكهرباء، بعد أن بدأ في القصر الرئاسي بقرار عدم إضاءة قصر "بيليفو" ليلًا، على أن تقتصر الإضاءة الليلية فقط على مناسبات خاصة مثل الزيارات الرسمية، كما تم وقف تشغيل إضاءة واجهة القصر والحد من إضاءة المنطقة الخارجية للقصر إلى المستوى الذي يلبي ضرورات أمنية فقط.

وقال يورجن ريش المدير العام لإحدى المنظمات البيئية الألمانية إنه يجب فصل أضواء أعياد الميلاد في المنازل والمدن هذا العام أو تقليل الإضاءة إلى شجرة واحدة فقط لكل مجتمع، مشيرًا إلى أن هذا الاقتراح لم يكن فقط بسبب نقص الطاقة ولكن أيضًا لأسباب تتعلق بحماية المناخ.

وفي فرنسا، دعا المتحدث الرسمي باسم الحكومة أوليفييه فيران، المواطنين إلى تغيير عاداتهم، وذلك في إطار الدعم لجهود الدولة والشركات لتجنب إجراءات تقنين الطاقة هذا الشتاء، وقال : "لقد حان الوقت لتغيير عدد معين من عادات الفرنسيين وإنه ستكون هناك مرحلة مهمة بالنسبة للفرنسيين مع خارطة الطريق لترشيد الطاقة التي قدمتها رئيسة الوزراء إليزابيث بورن وسط مخاوف من نقص إمدادات الطاقة وارتفاع الأسعار مع استمرار الحرب في أوكرانيا.

وفي النمسا، من المتوقع أن يتم تأجيل أو تقليل الأضواء في الأسواق خلال الكريسماس في العاصمة فيينا، كما أعلنت الحكومة البرتغالية مؤخرا أنه يجب تشغيل إضاءة عيد الميلاد فقط من الساعة السادسة مساء حتى منتصف الليل بين 6 ديسمبر و 6 يناير.

وفي الدنمارك، من المتوقع أن تنخفض المدة التي تقضيها أضواء الكريسماس العامة في العاصمة كوبنهاجن بنسبة 60 في المائة بسبب أزمة الطاقة، حسبما قال مايكل جاتن مدير الاتحاد التجاري "كيه بي إتش" في تصريحات للإذاعة الدنماركية، كما تتطلع المجتمعات في قبرص إلى تقليص أضواء عيد الميلاد لمدة أربعة إلى ستة أسابيع هذا العام، وهو ما أعلنه أندرياس كيتروميليدس رئيس اتحاد المجتمعات المحلية "ستوك وتش".

وليست أزمة الطاقة وحدها هي التي تواجه شجرة "الكريسماس" هذا العام، ولكن الأوضاع الصعبة التي تعيشها الاقتصادات العالمية وارتفاع معدلات التضخم وزيادة أسعار المواد الخام والعمالة والشحن كل ذلك يؤدي إلى تزايد التكهنات بارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح من 15 إلى 20 في المائة، حيث أن التكاليف المرتفعة التي يتحملها المزارع سوف تنعكس على أسعار الجملة وبالتالي الأسعار لدى تجار التجزئة.

وبالرغم من أزمة الطاقة العالمية، هناك العديد من الاقتراحات التي تطالب الحكومات بالسماح بالاحتفال بأعياد الميلاد وإضاءة شجرة "الكريسماس" في الشوارع والميادين العامة ولكن باستخدام إضاءات وإمكانات موفرة للطاقة، حيث يرون أن هذه الأجواء الاحتفالية لا يمكن الاستغناء عنها وأنها من أكثر التقاليد انتشارا في دول العالم منذ القدم، فهل تستجيب الحكومات لذلك أم أنها تقرر إطفاء شجرة أعياد الميلاد هذا العام أو تقلل أعدادها ترشيدًا للاستهلاك؟.