رفضت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، وصف محافظ نابلس إبراهيم رمضان لأمهات الشهداء بـ"الشاذّات"، وعدت اتهاماته بأنها "حقارة".
وقالت أم إبراهيم النابلسي، تعليقًا على تفوهات المحافظ، إن "كل إناء بما فيه ينضح، ولو لم تكن شاذًا أخلاقيًا ووطنيًا ما وصفت أمهات الشهداء بالشاذّات".
وأضافت : "نطالب بإقالة هذا المتخاذل"، مؤكدة أنها سترد على تفوهات رمضان، بتنظيم وقفة احتجاجية ضد تصريحاته.
وقال رمضان - في حديث إذاعي أول من أمس - : "في أمهات بعثن ولادهن للانتحار.. هدول أمهات؟.. هؤلاء أمهات شاذات والناس بيقولوا عنها المناضلة". وأضاف مخاطبًا المقاومين في نابلس: "يا ولادي بكفي.. ومصعب اشتية تم اعتقاله لأمور قانونية لدى الأجهزة الأمنية".
وأثارت تصريحات رمضان غضبًا واسعًا، خاصة وأنه تحدث عن جهود يبذلها لإقناع الشباب المطلوبين لدى الاحتلال بتسليم أسلحتهم.
من جانبها، قالت والدة الشهيد مهند الحلبي، ردًا على تصريحات محافظ نابلس، "إن من يتحدث عن الشهداء وأمهاتهم لا يحملون ذرةً من عقيدة ولا انتماء لفلسطين".
وأضافت والدة الشهيد - في تسجيل صوتي - : "حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم، أولادنا أفضل منهم ومن أولادهم".
(مطالب بإقالة محافظ نابلس)
من جهتها، أدانت الحركة النسائية الإسلامية "حماس"، تصريحات محافظ نابلس اللواء إبراهيم رمضان بحق أمهات شهداء فلسطين التي وصفهن فيها بـ"شاذات".
وقالت الحركة - في بيان صحفي - إن محافظ نابلس "وصف أمهات شهداء فلسطين بنعوت مشينة لا تمت للوطن ولتضحيات أمهات شهداء فلسطين التاريخية بأي صلة، ولا تخرج سوى من أُناس خلعوا ثوب الوطنية منذ زمن".
وأكدت الحركة "وجوب التعامل مع هذا المدعو إبراهيم رمضان بمقاييس الوطنية التي تربى عليها الشعب الفلسطيني المجاهد"، مطالبة بإقالة ومحاسبة المدعو رمضان وتجريده من الجنسية الفلسطينية.
كما طالبت بإغلاق فوري لإذاعة النجاح المحلية والتي تبث من مدينة نابلس والتي سمحت بخروج هذه السموم عبر هوائها.
كما أكدت الحركة النسائية أن أمهات الشهداء درر على رؤوس الشعب الفلسطيني وأنهن صانعات المجد الفلسطيني على مدار الحقب التاريخية الممتدة وأي عبارات شاذة عن الموروث الوطني الفلسطيني لن تغير هذه الصورة المحفورة في وجدان الشعب في الداخل والشتات.
(ضجة عارمة بالشارع الفلسطيني)
ولاقت تصريحات محافظ نابلس، استهجانًا واسعًا وضجة عارمة في الشارع الفلسطيني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وسط مطالبات بإقالته على الفور.
وردت مجموعات "عرين الأسود" وتتكون من عناصر من مختلف الفصائل الفلسطينية تشكلت مؤخرًا، ردًا على العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة في بيان جاء فيه: "إنّنا في عرين الأسود ومن خلفنا الشعب الفلسطيني الحر نقول لمحافظ نابلس، إن اُمهات الشهداء نبراس الرؤوس درر التاج، لولاهن لما كان لنا علم ولا كان لنا اسم هؤلاء مناجم الذهب، الضوء الذي نرى فيه نهاية النفق".
وتابع البيان على ما نقلت وكالة "شهاب" الفلسطينية: "رسالتنا لأمهات الشهداء، نقبل أيديكن وأقدامكن ورؤوسكن ونقبل الأرض التي تطأها أقدامكن، أنتن القادة ونحن الجنود، أنتن من تأمرن ونحن من ننفذ".
وأضاف: "نحن بإذن الله سيفكن المسلول على الأعادي، نحن بإذن قنابل موقوته تنفجر بأمر منكن، يا أمهات الشهداء الأمر أمركن والقول قولكن متى أردتن تبدأ الحرب أنتن البداية وأنتن النهاية".
ويوم الأربعاء الماضي، قتل فلسطيني وأصيب 4 آخرون برصاص الجيش الإسرائيلي، في بلدة دير الحطب شرقي نابلس.