طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الأربعاء، المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لوقف التهويد التدريجي للمسجد الأقصى قبل فوات الأوان.
وأدانت الوزارة - في بيان صدر حصلت "الحياة واشنطن" على نسخة منه - بأشد العبارات الاقتحامات الاستفزازية غير القانونية وغير الشرعية التي يرتكبها غلاة المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك بإشراف وحماية ودعم دولة الاحتلال وحكومتها وأذرعها وأجهزتها المختلفة، بهدف تكريس التقسيم الزماني للمسجد على طريق تقسيمه مكانيًا إن لم يكن هدمه بالكامل وبناء الهيكل المزعوم مكانه.
اقرأ ايضا: غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية قبيل اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار
وقالت الوزارة: "إنها تدين مطالبات ما تسمى مجموعة المنظمات الاستيطانية العاملة في القدس بما فيها اتحاد منظمات (جبل الهيكل) وتقديمها التماسًا لما تسمى بالمحكمة العليا الإسرائيلية للحصول على إذن وأساس قانوني لأداء عدد من الطقوس الدينية اليهودية في باحات الأقصى في عيد رأس السنة العبرية والأعياد اليهودية المقبلة مثل النفخ بالبوق وإدخال (قرابين العرش)، وكذلك تشكيك تلك المنظمات الإرهابية وعدم اعترافها بالستاتسكو والوضع التاريخي والقانوني والديموغرافي القائم في القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، حيث أن تلك المحكمة أقرت سابقًا وأجازت للمقتحمين بأداء ما أسمته (الصلاة الصامتة)، وأيضًا (السجود الملحمي التوراتي) في باحات الأقصى".
وأكد البيان أن سياسة الحكومة الإسرائيلية ودعوات المنظمات الاستيطانية هي أعمال استفزازية تحريضية وعنصرية بامتياز، ولن تنشأ أي حق لليهود في الأقصى وباحاته، وتعتبر حلقة في مسلسل العدوان الإسرائيلي الشامل على القدس ومقدساتها.
كما أكدت الوزارة على أنه لا يوجد للمحكمة العليا الإسرائيلية أي صلاحية في البت بمثل تلك المطالبات الاستيطانية الاستعمارية التوسعية، كما لا يحق لها التدخل في شؤون المسجد الأقصى وصلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية.
وحذرت من هذا التحشيد الإسرائيلي الرسمي لتحقيق أوسع وأكبر اقتحامات ممكنة وبمشاركة أعداد كبيرة للمسجد خاصة يوم ٢٩ من الشهر الحالي وفي الأعياد الدينية اليهودية، وتحمل الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذه الدعوات التحريضية على ساحة الصراع برمتها.
وشدد البيان أن محاولات دولة الاحتلال وحكومتها تحميل الجانب الفلسطيني وبشكل مسبق ومتعمد المسؤولية عن التدهور الحاصل في الأوضاع وعن أي تطورات تتعلق باقتحامات المسجد الأقصى المبارك ما هي إلا ذر الرماد بالعيون ومحاولة إسرائيلية استباقية للتهرب من المسؤولية عن نتائج اعتداءات عناصر تلك الجمعيات الاستيطانية على المسجد الأقصى.
اقرأ ايضا: "الشيوخ الأمريكي" يرفض 3 قرارات لوقف بيع الأسلحة لإسرائيل
وطالبت الوزارة، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة وفي مقدمتها اليونسكو بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على المقدسات المسيحية والإسلامية وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لحماية القدس ومقدساتها من تغول الاحتلال وميليشيات مستوطنيه المنظمة والمسلحة.