كشف جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في مذكرات بعنوان "كسر التاريخ" عن حادثة منع الأمير محمد بن سلمان (كان حينها ولي ولي العهد) عام 2017، من دخول البيت الأبيض من قبل الحرس الرئاسي نظرا لمشكلة بالأوراق.
وكتب كوشنر في مذكراته: "بالعودة إلى يناير (2017)، خلال أول اتصال هاتفي بين ترامب والملك سلمان بن عبد العزيز، أخبرنا الحاكم السعودي أن ننسق الرحلة المحتملة للرئيس دونالد ترامب إلى الرياض، مع نجله محمد بن سلمان، ولي ولي العهد ووزير الدفاع ذي الشخصية الكاريزمية البالغ من العمر 31 عاما، والمعروف باسم MBS ".
وتابع: "عندما عدت إلى مكتبي، تلقيت بالفعل بريدًا إلكترونيًا من MBS يطلب إجراء مكالمة. وفي مارس، بينما كان محمد بن سلمان في واشنطن للتفاوض على تفاصيل زيارة ترامب للسعودية، ضربت عاصفة ثلجية الشمال الشرقي. ما دفع المستشارة الألمانية (السابقة) أنجيلا ميركل، التي كان من المقرر أن تتناول الغداء مع الرئيس، لإلغاء زيارتها في اللحظة الأخيرة، لأن طائرتها لم تستطع الإقلاع من ألمانيا".
في تلك الأثناء يقول كوشنر، سألت ترامب عما إذا كان سيتناول الغداء مع محمد بن سلمان، لأن ولي ولي العهد كان بالفعل في المدينة". ويضيف: "اعتقد ترامب أنها كانت فكرة رائعة، على الرغم من إصرار موظفي مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على أن الرؤساء لا يتناولون الغداء مع مسؤولين أجانب ليسوا رؤساء دول، لكن ترامب رفض هذا البروتوكول البيروقراطي وقرر استكشاف شراكة محتملة يمكن أن تعزز مصالح أمريكا في الشرق الأوسط".
غير أن رفض ترامب لتلك الإجراءات لم يشفع لمحمد بن سلمان عند موظفي مجلس الأمن القومي "فلم يسمحوا له بتخطي نقطة التفتيش الأمنية والقيادة مباشرة إلى الجناح الغربي (البيت الأبيض)، كما يسمحون لرؤساء الدول".
ويضيف كوشنر: "لذلك انتظر نائبي والموظف الوحيد في ذلك الوقت، آفي بيركوفيتش، في الثلج خارج نقطة التفتيش الأمنية لمقابلة محمد بن سلمان، وعندما وصل ولي ولي العهد كانت هناك مشكلة في الأوراق، ومنعه الحرس الرئاسي من الدخول، فركضت إلى البوابة وأقنعتهم بالسماح له بالمرور".
وأضاف: "رغم البداية الصعبة للزيارة، كان الغداء ناجحًا. أخبر ترامب محمد بن سلمان مباشرة أنه يريد تعاونًا أقوى في مكافحة الإرهاب والتطرف وإنهاء تمويل "الإرهاب".
وحسب مذكرات كوشنر، فإن ترامب "توقع أن تتحمل السعودية المزيد من العبء الدفاعي في المنطقة، وبالتالي لن تستمر أمريكا في إنفاق دماء ثمينة وتريليونات الدولارات على حروب خارجية لا نهاية لها". ولفت كوشنر إلى أنها "كانت رسالة صعبة، لكن ترامب لم يخجل".
ورداً على ذلك، كشف محمد بن سلمان عن "خطة طموحة وشاملة لمكافحة الإرهاب، وعزز هذا الاجتماع المخصص حدسي بأن علينا المخاطرة والذهاب للمملكة العربية السعودية في أول رحلة خارجية للرئيس. أعطاني ترامب الضوء الأخضر لمواصلة التخطيط".