أكدت عدة منظمات وجمعيات مدنية أمريكية إصرارها على المضي قدمًا لمحاسبة إسرائيل على التمييز والجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان مشترك، أصدره كلاً من الاتحاد الأمريكي لرام الله (AFRP)، واللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز (ADC)، وتحالف "دالاس" الفلسطيني، وأصدقاء سبيل أمريكا الشمالية (FOSNA)، وأخيرًا منظمة الديمقراطية في العالم العربي.
اقرأ ايضا: "متى يستيقظ الإسرائيليون؟".. جندي عائد من غزة يروي "ممارسات مرعبة" للجيش بحق الفلسطينيين
وعلقت تلك المنظمات والجمعيات، بحسب البيان، على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، مستنكرة تصريحاته، التي أدلى بها لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حول إعطاء الأولوية لـ "الحريات الأساسية" للفلسطينيين والمطالبة بالمساءلة عن الجرائم الإسرائيلية.
وأوضح البيان أن زيارة بايدن، إلى المنطقة جاءت من أجل أهداف محددة تتمثل في "تعزيز التزام الولايات المتحدة الشديد بأمن إسرائيل وازدهارها" ، و"تكرر دعمه القوي لحل الدولتين"، و"تعزيز المصالح الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة"، وذلك وفق لما جاء في البيانات الصادر عن البيت الأبيض الشهر الماضي.
وأضاف البيان أن بايدن كتب في مقال رأي نُشر مؤخرًا في صحيفة "واشنطن بوست" : "آرائي بشأن حقوق الإنسان واضحة وراسخة، والحريات الأساسية دائمًا ما تكون مذكورة في الأجندة عندما أسافر إلى الخارج، كما سيتم ذكرها خلال هذه الرحلة، وأيضًا في إسرائيل والضفة الغربية".
وأشار البيان إلى أنه على الرغم مما ذكره بايدن في مقاله، إلا أن سياسة إدارته لم تظهر بعد هذا الالتزام بالدفاع عن الحريات الأساسية لجميع الشعوب وأولوياتها تجاه إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، لا سيما في افتقارها التام للمساءلة عن الجرائم الإسرائيلية والتمييز ضد الفلسطينيين، ومن أبرزها مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها غارة إسرائيلية شنت في مدينة جنين.
واستشهد البيان بأنه على الرغم من إشارة التحقيقات المتعددة المستقلة التي أجرتها "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" و"أسوشيتد برس" و"سي إن إن" والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى حقيقة أن أبو عاقلة اغتيلت بدم بارد على يد جندي إسرائيلي، إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانًا مقتضبًا ومروعًا في 4 يوليو / تموز يعفي إسرائيل فعليًا من أي ذنب أو مساءلة عن مقتل الصحفية الفلسطينية.
واعتبر البيان أن هذا الأمر كان بمثابة صفعة على وجه عائلة أبو عاقلة والفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، ودليلاً على عدم وجود تحقيق أمريكي شرعي في حادث مقتلها، بل كرر بكل بساطة ما يقوله الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن منسق الأمن الإسرائيلي (USSC) "لم يجدد سببًا يؤكد أن القتل كان عمدًا، ولكن أظهرت نتيجة التحقيقات للفاجعة المأساوية بأن حادثة القتل وقعت خلال عملية للقوات الإسرائيلية".
وعلق البيان على التحقيقات التي أجرتها وزارة الخارجية الأمريكية وإدارة بايدن في مقتل أبو عاقلة بأنها بعيدة عن كونها مهاجمة للجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنها لم تبال بالتاريخ الطويل للقوات الإسرائيلية في استهداف الفلسطنيين المدنيين، وخاصة الصحفيين.
وأعربت المنظمات - في البيان المشترك - عن غضبها من الموقف الأمريكي الرافض والخطير تجاه حقوق الفلسطينيين، بمن فيهم أولئك الذين يحملون الجنسية الأمريكية، معتبرة ذلك أنه ليس جديدًا، وقد تغلغل في سياسات إدارة بايدن فيما يتعلق بإسرائيل والفلسطينيين على كل المستويات.
كما أشار البيان إلى رغبة الإدارة المعلنة في تسريع قبول إسرائيل ببرنامج الإعفاء من التأشيرات، على الرغم من سجلها الثابت في المعاملة غير المتكافئة والتمييزية للأمريكيين الفلسطينيين الذين يسعون للدخول من الموانئ التي تسيطر عليها إسرائيل، مما يجعل إسرائيل غير مؤهلة للبرنامج، وذلك على الرغم من قواعد الدخول الجديدة التي اقترحتها إسرائيل لتنسيق الأنشطة الحكومية في الأراضي (COGAT).
وقال البيان إن ذلك الأمر يعد محاولة وقحة لإخفاء المعاملة غير المتكافئة للأمريكيين العرب بشكل عام، والأمريكيين الفلسطينيين على وجه التحديد، من خلال نقلها من موانئ الدخول إلى السفارات والقنصليات الإسرائيلية.
وتابع البيان أن السياسة الأمريكية المتبعة هي سياسة تمييزية بشكل صارخ لأنها ستؤثر فقط على الأمريكيين الذين يرغبون في زيارة الأحياء الفلسطينية في الضفة الغربية، ولكن ليس أولئك الذين يسعون إلى السفر إلى أي من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية.
ووفقًا للبيان فإن هذه المعاملة غير المتكافئة بموجب القانون تثير قلق الفلسطينيين الأمريكيين بشدة، وينبغي أن تكون مصدر قلق كبير للرئيس بايدن خلال زيارته إلى المنطقة .
واختتمت المنظمات بيانها المشترك قائلة : "بصفتنا منظمات ملتزمة بالدفاع عن حقوق الإنسان وتمثل عشرات الآلاف من دافعي الضرائب والناخبين الفلسطينيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فإننا ندعو الرئيس بايدن وإدارته إلى الوفاء بوعده في حماية الحريات الأساسية لجميع الشعوب".
اقرأ ايضا: دعوى فلسطينية تطالب بريطانيا بمنع تصدير قطع غيار طائرات إلى إسرائيل
الجدير ذكره أن هذه الجمعيات والمنظمات الأمريكية الموجودة في الولايات المتحدة، من أصل عربي، وهي غير طائفية وغير حزبية.