4 سنوات مرّت على اغتيال "إسرائيل" للممرضة الفلسطينية رزان النجار (21 عامًا)، خلال عملها كمتطوعة لإسعاف جرحى ومُصابي "مسيرات العودة وكسر الحصار" التي انطلقت عام 2018 على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة في جريمة متكاملة الأركان تأتي في إطار سلسلة من الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني، فيما نددت منظمات حقوقية وإنسانية دولية بالجريمة وطالبت بمحاكمة مرتكبيها.
المُسعفة النجار وكما يسميها الفلسطينيين "ملاك الرحمة " قد ارتقت في يوم الجمعة بتاريخ 1 مايو 2018 برصاصة قناص "إسرائيلي" اخترقت صدرها، أثناء عملها الإنساني برفقة زملائها في إسعاف مصابين حاصرتهم القوات الإسرائيلية ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إليهم شرقي بلدة خزاعة بمحافظة خان يونس جنوبي القطاع.
والدة رزان النجار "أم أحمد" تحدثت لـ"دار الحيـــاة"، وقالت في في الذكرى السنوية الرابعة لاستشهادها: "عام 2018 كان بالنسبة لي من أصعب الأعوام التي مرت لأنه أخذ مني كل شيء أحلام وطموحات. فابنتي رزان كانت كل حلمي في هذه الحياة، ولكن بالرغم من الوجع الذي كنت فيه وفقداني لابنتي العزيزة رزان رحمها الله إلا أنني لازلت أمتلك إرادة لتكملة ما بدأت به في إسعاف الجرحى الفلسطينيين على حدود غزة والدفاع عن القضية الفلسطينية في كل مكان".
عام 2018 كان موجعًا..
وأضافت النجار: "رحيل ابنتي لن يكن نهاية المشوار، إن شاء الله سأستمر في نفس الطريق الذي سلكته رزان، وسأعمل على تحقيق أحلامها التي لم تستطع أن تحققها".
وتابعت: "من أول يوم استشهدت فيه ربطت على جرحي لأنه لم يعد هناك وقت للحزن خاصة وأننا شعب مؤمن بقدره، الواقع المرير الذي نعيشه يتطلب ألا نكون دائما في حالة الحزن لذا كان لزامًا علينا النهوض وأن نثبت للعالم بأن الشعب الفلسطيني لن ينكسر ولن يركع إلا لله.."..
ردود الفعل الأوروبية حول قتل المسعفة النجار
أوضحت والدة الشهيدة "أم أحمد"، أنها "سافرت إلى عدة دول أوروبية، وفي رحلتي أثبت للعالم من هو الشعب الفلسطيني، ولم يكن سفري لطرح جريمة قتل ابنتي رزان على يد الاحتلال الإسرائيلي فحسب بل خرجت لكي أمثل قضية جميع أمهات الشهداء والأسرى والجرحى والأيتام الذين لم يحالفهم الحظ مثلي للسفر للخارج لطرح قضيتهم أمام المؤسسات الإنسانية والحقوقية".
وأردفت قائلة:" كان الوجع واحد والفراق واحد وبالتالي كنت أتحدث في رحلتي الشاقة بلسان الشعب الفلسطيني بأكمله، وكنت خير ما مثل لهذه القضية وأثبت للعالم من هي المرأة الفلسطينية المناضلة " أم الشهيد_ أم الأسير_أم اليتيم- أم الجريح خاصة الجرحى المبتورين..".
وفي نهاية حديثها عن الذكرى الموجعة والرابعة لفقدان عزيزة قلبها رزان، أعربت أم أحمد النجار عن أسفها الشديد لعدم وجود إطلاع كامل لدى المؤسسات الأوروبية عما يحدث في الأراضي الفلسطينية من جرائم قتل من قبل السلطات الإسرائيلية خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة عام 2018، مشيرةً إلى أن "إسرائيل" تمتلك آلة إعلامية قوية تغير صورة الواقع وتحجب الرواية الفلسطينية الصحيحة عن العالم، وما يتم إيصاله فقط الرواية "الإسرائيلية" المزيفة، وختمت بعبارة "الاحتلال متغلغل في كل شيء".
وانطلقت مسيرات العودة الكبرى وفعالياتها بالأراضي الفلسطينية في 30 مارس/آذار الماضي (2018)، والتي يفترض أن تتواصل حتى الخامس عشر من مايو/أيار في نفس العام وهو الموعد المحدد لنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، لكنها توقفت بسبب إمعان إسرائيل بقتل الكثير من الفلسطينيين في المسيرات الاحتجاجية حيث وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 326 شهيدًا وفق إحصائية وزارة الصحة بعزة وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.
يُذكر أن الشهيدة الفلسطينية رزان النجار، كانت أول مُسعفة متطوعة عملت على تقديم الإسعافات الأولية لجرحى مسيرات العودة جنوب قطاع غزة عام 2018 رغم عدم إكمال دراستها الجامعية " تخصص تمريض" بجامعة الأزهر لظروفها الاجتماعية ما جعلها تتطوع في هيئة الإغاثة الطبية فداءً لقضيتها.