المصريون ينتصرون للإمام الأكبر ويواجهون ادعاءات عمرو أديب بهاشتاغ "#شيخ_الأزهر"

مشاركة
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب
القاهرة- دار الحياة 07:06 م، 09 فبراير 2022

تصدر هاشتاغ "#شيخ_الأزهر" موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعد هجوم ضيوف برنامج الإعلامي عمرو أديب على شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وانتقادهم لفتوى قديمة أعيد نشرها حول "تأديب المرأة" والتي تداولتها مواقع التواصل والتي أجاز فيها الضرب في حالة "النشوز والتكبر" ورفضه المساواة المطلقة بين الرجال والنساء في تصريحات إعلامية قديمة.
وقال أحمد الطيب، شيخ الأزهر - في حلقة سابقة من برنامج "حديث شيخ الأزهر"، على التليفزيون المصري عام 2019 - إنه ليس فرضًا أو سنة ولا مندوبًا، لكنه أمر مباح لمواجهة الزوجة الناشز وكسر كبريائها وصولاً للحفاظ على الأسرة من الضياع والتشرد، كما أكد أنّ الموضوع له ضوابط وشروط، وأن هذا المباح يمكن التغاضي عنه إذا ترتب على استعماله ضرر.
وأضاف شيخ الأزهر، عن ضرب الزوجات: "هذا الموضوع أسيئ فهمه وظُلم القرآن والفقه الإسلامي الصحيح في هذه المسألة بسبب أن كلمة الضرب لها وقع ثقيل على النفس البشرية التي لا تقبل أن يضرب إنسان إنسانًا، وكذلك الإسلام لا يقبل أن يضرب إنسان إنسانًا، ولا أجد في أي أحكام أخرى في مسألة القتل مثل أن يجمع الشرع عقوبتين على القتل عقوبة في الدنيا وهي القصاص وعقوبة في الأخرة وهي معروفة جزاءه جهنم خالدًا فيها".
وقال الإمام الطيب، إنّ الإسلام دين فطرة ومع الفطرة حيثما ذهبت، وكلمة ضرب يجب أن نفهمها على الضرب المُباح في حالة معينة باعتباره دواء لعلة طارئة يجب أن نفهمه فهما آخر بعيدًا عن كلمة الضرب التي نتخيلها والتي للأسف كثير من الأسر الإسلامية تقع فيها.
وواصل شيخ الأزهر: "يُقال أنّ الزوج يضرب زوجته في الإسلام، ويفهم السامع أن هذا حق مطلق حينما يريد الزوج أن يضرب زوجته لأي سبب من الأسباب وهذا لم يقل به الإسلام ولم يقل به القرآن ولم يأت به الشرع وليس من المعقول أن تأتي به شريعة ولا نظام محترم، لكن الضرب أحيانًا نستطيع أن نسميه رمزًا لجرح كبرياء المرأة، فالنشوز هو الكبر، وهناك نوع من النساء حتى لو كان قليل، لو استعمل معه هذا العلاج وهو الضرب الذي يرمز لكسر هذا الكبر طبعًا مفيش عاقل يقول لا تستخدم هذا وإلا ستتمادى لهدم المعبد".
وأكد الطيب، أن كل الاتفاقيات التي نادت بالمساواة المطلقة، تأتي على جثة الأسرة، فهذه الحقوق المتاحة والمطلقة للمرأة أو الرجل أو المساواة المطلقة فإن الأسرة هي من ستدفع ثمنها، فالإسلام والعقول الحكيمة لا يمكن أن تفرط في الأسرة وإلا ستخرب الدنيا، فالحفاظ على الأسرة مقصد وهدف فإذا وضعته في كفة ووضعت رمزية الضرب أو الضرب الذي يوصل للمرأة رسالة أنها تكبرت أكثر من اللازم وأنها يجب أن تنكمش لتسير هذه الأسرة ولأضمن بقاء هذه الأسرة.
وتابع شيخ الأزهر قائلاً : "من الذي يقول لا تجرح كرامة المرأة وتتشرد الأطفال والأسرة، هذا ليس تبريرًا للضرب فهو أولاً ليس الاختيار الأول وليس مأمورًا به باعتباره واجب ولا فرض ولا سنة ولا مندوب هو يباح للزوج إذا وجد نفسه في مأزق من هذا النوع وتأكد أن هذه الوسيلة ترد الزوجة فيباح له أن يلجأ إليها وكأنه استثناء من أصل ممنوع".

من جهته، انتقد الأزهر الشريف - عبر صحيفة "صوت الأزهر" المتحدثة باسمه - هجوم الإعلامي عمرو أديب وضيوفه على شيخ الأزهر وإبراز فتوى قديمة للشيخ أحمد الطيب لإثارة الجدل عبر برنامجه في أول رد من الأزهر على الإعلامي.
واتهمت صوت الأزهر في صفحتها الأولى الإعلامي عمرو أديب أنه أذاع أخبارًا كاذبة عن تبني شيخ الأزهر للضرب وروج شائعات عن وقوف الأزهر ضد صدور قانون لردع الضارب وشوه رأي  الطيب وتجاهل قوله القاطع في تجريم العنف الأسري.
كما اتهمته بأنه اجتزأ السياق لتصدير صورة غير صحيحة عن الأزهر الشريف وشيخه وزيف الحقائق بمزاعم عن عدم احترام الأزهر الشريف للدستور وأدار نقاشًا عن الأزهر الشريف دون وجود ممثل عن رأي الأزهر.
بدورها، أصدرت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بيانًا، عقب جلستها التاسعة في دورتها الـ 58 بعد مناقشة ما تداولته بعض وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة إلى فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر تتعلق بموضوع (ضرب الزوجات)، وموقف الإسلام منه.
وأكدت اللجنة على أنه من المعلوم شرعًا أن العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، وتوجب على الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف، وأن يبالغ في إكرامها وحسـن عشرتها، كما قال النبي ﷺ: (ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)، ولهذا كان ضرب الزوجات محظورًا بحسب الأصل، ولا يجوز اللجوء إليه إلا إذا فرضته ضرورة إنقاذ الأسرة من الضياع بسبب نشوز الزوجة واحتقارها لزوجها بالتعالي عليه والتجاوز في حقه لتكون إباحته في تلك الحالة من باب اختيار أهون الشرين وأقل الضررين.
من جانبه، قال كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام : إن الإسلام كرم المرأة أعظم تكريم، لذا فإن إثارة هذه الأشياء تهين المرأة وتحط من قدرها.
ولفت إلى حصول المرأة المصرية على حقها في الوقت الحالي، من تمثيل للمرأة في البرلمان والوزارة والمحافل، متسائلًا : "من يقبل بضرب هذه المرأة؟ ويقول: تضربها بحيث متكسرلهاش عضم!".
وذكر أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، شخصية إسلامية لها مكانة جيدة ويتسم بالاعتدال والوسطية، منتقدًا رد البعض عليه: "هذا لا يليق".