كشف تقرير استخباري جديد حول فيروس كورونا عن أن الوباء كان ينتشر بشدة في مدينة ووهان الصينية مسقط رأس الجائحة، أوائل صيف 2019، أي في وقت أقرب بكثير مما كان يعتقد سابقًا.
وبحسب صحيفة "التليغراف"، رصد التقرير زيادة كبيرة وغير طبيعية في تلك الفترة لمشتريات معدات فحوصات كشف كورونا، أي ما تعرف بالـ" PCR"، تحديدًا في النصف الثاني من ذلك العام.
وبحث المحللون في عقود شراء PCR في مقاطعة هوبي، وعاصمتها ووهان، ووجدوا أن الإنفاق قد تضاعف تقريبًا في العام السابق، وذلك وفقًا لدراسة أجرتها Internet 2.0، وهي شركة استشارية للأمن السيبراني متخصصة في فحص البيانات الواردة من الصين.
وأضافت الشركة أنها توصلت إلى استنتاج بناءً على البيانات التي تم تحليلها، يشير إلى أن الفيروس كان على الأرجح ينتشر بشدة في ووهان الصينية في وقت مبكر من صيف 2019 وبالتأكيد بحلول الخريف.
وأشار التقرير إلى أنه تم نقل البيانات والنتائج إلى مسؤولين حكوميين أميركيين وسط تكهنات متزايدة بأن الفيروس هرب من مختبر في ووهان، وتم التستر على وجوده لعدة أشهر.
وأوضح أن القيمة الإجمالية للمبيعات في عام 2019، وفقًا للإنترنت كانت أعلى من العامين السابقين مجتمعين، حيث ارتفع عدد عقود الفحوصات من 89 في 2018 إلى 135.
وأكد التقرير أن النمو في الإنفاق يرجع إلى عقود في 4 مؤسسات رئيسية، وهي المراكز الصينية لمكافحة الأمراض (CDC) في مقاطعة هوبي، ومعهد ووهان لعلم الفيروسات، وجامعة ووهان للعلوم والتكنولوجيا، ومستشفى عسكري في ووهان، معتبرًا أن هذا الأمر له أهمية كبيرة بسبب دور الهيئات في مكافحة الأمراض والوقاية منها.
وأشار إلى أن الزيادة الكبيرة في الإنفاق لوحظت منذ صيف عام 2019 ، بدءًا من شهر مايو، أي قبل 7 أشهر من إخطار مسؤولي الصحة العامة في الصين لمنظمة الصحة العالمية (WHO) بأن مرضًا غامضًا ينتشر عبر ووهان.
وأشار التقرير إلى أن هناك ثقة عالية بأن الوباء بدأ في وقت أبكر بكثير، مما أبلغت الصين منظمة الصحة العالمية.
إلى ذلك، أوضحت الشركة المتخصصة في الأمن السيبراني أن تقريرها جاء بعدما أجرى المحللون فيها تقييمًا قويًا وشاملاً لمئات عقود الشراء الخاصة بمعدات PCR الموجودة في قواعد بيانات مفتوحة المصدر في جميع أنحاء المقاطعة بين عامي 2007 و2019.
وأكدت أن العقود التي وجدها المحققون تضمنت 35000 جنيه إسترليني تم إنفاقها في أوائل نوفمبر من قبل معهد ووهان لعلم الفيروسات على أجهزة PCR.
وأشارت إلى أن هناك تساؤلات حول عمليتي شراء لمعدات الكشف عن مسببات الأمراض، بقيمة إجمالية 205 آلاف جنيه إسترليني، قام بها مركز ووهان لمكافحة الأمراض والوقاية منها في سبتمبر، واستخدمت في الألعاب العسكرية العالمية التي أقيمت في المدينة بعد شهر، حين ادعى الرياضيون منذ ذلك الحين أنهم أصيبوا بأعراض تشبه Covid بعد عودتهم من الحدث.
الجدير بالذكر أن الصين لطالما رفضت بشدة النظرية القائلة بأنه يمكن أن يكون كوفيد-19 قد تسرب من أحد مختبراتها ولاسيما معهد ووهان لعلم الفيروسات، وقد عادت هذه الفرضية بقوة إلى الواجهة خلال الأشهر الأخيرة في الولايات المتحدة، ما دفع الرئيس الأميركي، جو بايدن، لدعوة أجهزة الاستخبارات الأميركية للتحرك مجددًا.