يحاول مكتب كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي جو بايدن احتواء تداعيات نقاش- جرى في وقت سابق هذا الأسبوع- بينها وبين طالبة فلسطينية وصفت تصرفات إسرائيل تجاه الفلسطينيين بأنها "إبادة عرقية وتشريد للناس"، بدون أن تدافع هاريس عن إسرائيل.
وقال مصدران مطلعان- بحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية: عقب هذا النقاش تواصل كبار موظفي مكتب هاريس مع رؤساء العديد من المنظمات الرائدة المؤيدة لإسرائيل؛ في محاولة لاحتواء الموقف.
اقرأ ايضا: أستراليا ترفض استقبال وزيرة إسرائيلية بسبب موقفها المناهض لإقامة دولة فلسطينية
وأضاف المصدران أن فريق نائبة الرئيس بدأ التواصل مع رؤساء العديد من المنظمات اليهودية عقب تواصل هؤلاء القادة مع البيت الأبيض؛ للتعبير عن مخاوفهم.
وأشارا إلى أن فيل جوردون نائب مستشار الأمن القومي لهاريس، وهيربي زيسكند نائب مدير الاتصالات لنائبة الرئيس قادا عملية التواصل؛ لإيصال رسالة للمعنيين مفادها بأن صمت هاريس لا يعني الاتفاق مع مزاعم الطلاب في ما يتعلق "بالإبادة الجماعية العرقية".
من جهتها، قالت سيمون ساندرز المتحدثة باسم هاريس- في بيان- إن نائبة الرئيس تختلف بشدة مع توصيف الطالبة لإسرائيل.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى ويليام داروف: إن "هناك إدراكا بأن الانطباع الذي تركه فشلها في التصحيح للطالبة إشكالي، ولا يعكس على الإطلاق التزامها بالعلاقة القوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
جدير بالذكر أن هاريس كانت قد عبرت، الثلاثاء الماضي، عن سعادتها لإبداء طالبة في جامعة جورج مايسون الأمريكية آراءها المنتقدة لممارسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني؛ إذ اتهمت الطالبة تل أبيب بارتكاب إبادة عرقية إبان الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الصيف الماضي، منتقدة إقرار الكونغرس مؤخرا تمويلا لدعم إسرائيل عسكريا.
وقالت الطالبة: "قبل أيام خُصصت أموال لدعم إسرائيل، وهو ما أحزنني لأن الأمر يتعلق بإبادة عرقية وتشريد الناس من منازلهم، وهو الشيء نفسه الذي وقع في أمريكا"، مضيفة أن الأموال الأمريكية التي ستذهب إلى إسرائيل كان الأولى أن يستفيد منها الأميركيون الذين يعانون في مجال السكن وتكاليف الرعاية الصحية.
وجاء حديث الطالبة أثناء زيارة نائبة الرئيس الأمريكي للجامعة الواقعة في ولاية فرجينيا؛ للاحتفال باليوم الوطني لتسجيل الناخبين، ودار نقاش بين هاريس وبعض طلاب الجامعة.
وردت هاريس على حديث الطالبة قائلة إنها سعيدة جدا لأن طالبة عبرت عن مخاوفها، وعبرت عن آرائها التي يجب أن تجد لها آذانا مصغية في بلد ديمقراطي مثل أمريكا، لافتة إلى أن صوت الطالبة ومواقفها، والحقائق التي هي مقتنعة بها يجب ألا تقمع، بل يجب أن يستمع إليها.
وأضافت المسؤولة الأمريكية- وهي أول امرأة من أصول أفريقية وهندية تصل إلى ثاني أعلى منصب في أمريكا- أن الديمقراطية تكون في أضعف حالاتها عندما يتم إقصاء أي شخص من الحوار، وقالت "هدفنا ينبغي أن يكون التوافق والاتحاد وليس تطابق الآراء".
وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لنائبة الرئيس الأمريكي أن شددت في اتصال هاتفي أجرته في مارس/آذار الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو على أن واشنطن ملتزمة بأمن إسرائيل، وتعارض أي تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب محتملة ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
المصدر- سي إن إن
اقرأ ايضا: أمين عام "حزب الله": غارات إسرائيل على بيروت سيقابلها رد في تل أبيب