واجه رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، موجه من الانتقادات اللاذعة من زعماء المعارضة بعدما قال مازحًا إنه من الممكن أن تصبح المملكة المتحدة مثل السعودية فيما يتعلق بسياسات العقوبات في ظل تولي وزيرة الداخلية البريطانية المتشددة بريتي باتل منصبها.
وجاءت مزحة "جونسون"، خلال حفل جمع تبرعات لحزب المحافظين الذي يرأسه بفندق "إنتركونتيننتال لندن بارك" في حي ماي فير بالعاصمة لندن، بحضور 300 مدعو، حيث نشرت صحيفة "بيزنيس إنسايدر" مقطعًا مسربًا لجونسون أثناء إلقائه هذه التصريحات التي وصفها زعماء وقادة المعارضة البريطانية بأنها "مقززة" و"سقطة جديدة" لرئيس الوزراء البريطاني.
وكان جونسون قد قال : "صرحت العام الماضي، بإننا سعودية الطاقة المتجددة، وربما نصبح السعودية في سياسة العقوبات، تحت قيادة وزيرة الداخلية الرائعة بريتي باتيل".
ومن المعروف عن باتيل، التي تنتمي أيضًا لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، أنها تتبع نهجًا متشددًا؛ حيث اتهمت في وقت سابق بدعمها لعقوبة الإعدام، واصفة إياها بأنها عقاب "رادع" في حال ارتكاب الجرائم الخطيرة، على الرغم من انكارها هذا التصريح لاحقًا وقولها إنها "ليست داعمة" لهذه السياسة.
من جانبها، وصفت نائبة زعيم حزب العمال المعارض، أنجيلا راينر، في تدوينة نشرتها على موقع تويتر، تصريحات جونسون بأنها "مقززة"، إذ قالت : "إن المملكة العربية السعودية تقوم بقطع رؤوس مواطنيها، وتعذب الناشطين الذين يمارسون حقوقهم الديمقراطية وتقتل المثليين الجنسيين. هذا أمر مقزز. مثل ما تجرى العادة مع بوريس جونسون خلف الأبواب المغلقة، ينكشف القناع، ونرى كيف يفكر".
من جانبه، قال أليستير كارمايكل المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الليبرالي وعضو البرلمان البريطاني إن مزحة جونسون تمثل "سقطة جديدة له"، مضيفًا : "الطريقة المروعة والقياسية التي تتعامل بها السعودية فيما يخص حقوق الإنسان شيء لا يمكن أن نمزح به. لدينا مشكلات حقيقية وخطيرة في الجرائم ودور القانون داخل بلادنا، وتستحق أن تناقش بشكل أفضل من هذه اللكمات التي يقولها جونسون خلف الأبواب المغلقة".
وتابع : "لم يكن خفض بوريس جونسون لرواتب ضباط الشرطة في المملكة المتحدة أمرًا مضحكًا بكل تأكيد. ربما أعلن جونسون عن إعجابه بالديكتاتورية السعودية أمام زملائه، لكنه ليس بمقدوره الهروب من حقيقة فشل حكومة المحافظين بشكل ذريع في تنفيذ ما يجب فعله من أجل منع وقوع الجرائم".
ومن المعروف عن جونسون قوله تصريحات مثيرة للجدل عن السعودية بالرغم من كونها حليفًا قويًا لبلاده؛ حيث انتقد السعودية في عام 2016، حينما كان وزيرًا للخارجية، قائلًا إنها "تخوض حروبًا بالوكالة في الشرق الأوسط" ، إلا أنه تراجع عن تصريحاته لاحقًا، وأعرب عن تفهمه إلى حاجة السعودية في الشعور بالأمان من قصف الحوثيين في اليمن، على حد قوله، وذلك خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة في دورته الثانية عشر بالبحرين، وفق ما نشره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
اقرأ ايضا: دعوى فلسطينية تطالب بريطانيا بمنع تصدير قطع غيار طائرات إلى إسرائيل