أزمات الوقود والمياه وإلغاء الدعم تخنق لبنان وسط غموض مصير الحكومة الجديدة

مشاركة
الرئيس اللبناني ميشال عون الرئيس اللبناني ميشال عون
بيروت-دار الحياة 07:58 م، 21 اغسطس 2021

تتزايد الأزمات فى لبنان يوم تلو الآخر خاصة في ظل بقاء المشهد السياسي ضبابيًا ومصير مجهول للحكومة الجديدة، وقد تعثر لقاء الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، أمس الجمعة، مع رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وهو اللقاء الذي كان يفترض أن يكون حاسمًا فى مسار التشكيل، الأمر الذي ألقى بظلاله على الظروف المعيشية والخدمات الأساسية للمواطنين اللبنانيين.

ففي وقت تتواصل أزمة المحروقات فى لبنان بشكل غير مسبوق، وتكدست "طوابير" طويلة من السيارات، وسط شبه انقطاع لمادتي المازوت والبنزين، طالعتنا منظمة اليونيسيف بتحذير من أزمة مياه قد تواجه لبنان خلال الأيام القادمة.

اقرأ ايضا: طهران تتطلع لحل وسط وترامب يتراجع عن تهديداته ويأمل في حل سلمي

(اشتباكات بسبب الوقود)

تعمقت أزمة الوقود إلى أن سجلت في الساعات الماضية إشكالات عدة في مدينة طرابلس شمالًا والخيام جنوبًا وبيروت، على محطات وقود، أدت إلى سقوط جرحى، كما اضطرت عدد من محطات الوقود أن تغلق أبوابها خاصة في شمال لبنان بسبب نقص المحروقات، وفق لبنان24.

وعقد مجلس النواب اللبناني، أمس، جلسة ناقش فيها رسالة الرئيس ميشال عون المتعلقة بتداعيات قرار المصرف المركزي وقف دعم استيراد المحروقات ومواد حيوية أخرى، وانتهى البرلمان اللبناني بتوصيته بالإسراع في تشكيل حكومة، ورفع دعم المصرف المركزي عن المواد الاستراتيجية التي يتم استيرادها، وفق بيان صحفي.

وكانت رسالة عون تهدف للطلب من مجلس النواب إقرار ما يلزم من نصوص لتشريع استمرار دعم استيراد المحروقات على أن يتم وقف الدعم بصورة تدريجية، وهو أمر لن يوافق عليه البرلمان إن تمكنت الجلسة من تأمين النصاب الدستوري لانعقادها.

وكان حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، قد أكد السبت الماضي، أنه لن يتراجع عن قرار رفع الدعم عن المحروقات، في وقت قطع به لبنانيون غاضبون عددًا من الطرق احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية.

(تحذير من أزمة في المياه)

وعلى صعيد الأزمات، أكدت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور - فى بيان لها - أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة، سيواجه أكثر من أربعة ملايين شخص في جميع أنحاء لبنان - معظمهم من الأطفال والعائلات الأكثر هشاشة - احتمال تعرضهم لنقص حاد في المياه أو انقطاعهم التام عن إمدادات المياه الصالحة للشرب في الأيام المقبلة. وفق قناة الجديد اللبنانية.

وأضافت أنه خلال الشهر الماضي حذرت اليونيسف من أن أكثر من 71 في المائة من سكان لبنان قد لا يحصلون على المياه هذا الصيف، ومنذ ذلك الحين، استمر هذا الوضع المحفوف بالمخاطر، حيث تعرضت الخدمات الضرورية بما فى ذلك المياه والصرف الصحى وشبكات الطاقة والرعاية الصحية لضغوط هائلة، وأصبحت المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز الصحية محرومة من المياه الصالحة للشرب بسبب نقص الكهرباء، مما يعرض الأرواح للخطر.

وتابعت: "إذا أُجبر أربعة ملايين شخص على اللجوء إلى مصادر غير آمنة ومكلفة للحصول على المياه، فذلك سوف يعرض الصحة والنظافة العامة للخطر، وقد يشهد لبنان زيادة فى الأمراض المنقولة عبر المياه، بالإضافة إلى زيادة فى عدد حالات "كوفيد-19.

ودعت اليونيسف إلى الاستعادة العاجلة لإمدادات الطاقة - الحل الوحيد لاستمرار تشغيل خدمات المياه، قائلة:" الاحتياجات هائلة، والتشكيل العاجل لحكومة جديدة مع التزامات واضحة بالإصلاح أمر بالغ الأهمية لمعالجة الأزمة الحالية من خلال إجراءات حازمة ومنهجية لحماية حياة الأطفال وضمان الوصول للمياه وجميع الخدمات الأساسية".

اقرأ ايضا: العراق "غير مرتاح" من تصريحات رئيس لبنان عن "الحشد الشعبي"

وأكدت المنظمة أن طواقمها تعمل فى لبنان بلا كلل، فى ظروف صعبة للغاية، لتوفير خدمات منقذة للحياة ومواصلة دعم الاستجابة "لكوفيد-19" بما فى ذلك إيصال اللقاحات وزيادة توسيع برامج عملها.