لا يزال الفلسطينيون يتساءلون عما اذا كانت "فشلت" اجتماعات العاصمة المصرية "القاهرة" أو لا، خاصة وأن المخابرات المصرية اجتمعت بقيادة حركة حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية دون الخروج بتوصيات أو نتائج لهذا الاجتماع، وهو ما دفع بالمخابرات المصرية لإبلاغ الفصائل الفلسطينية عن تأجيل اجتماع القاهرة لوقت آخر، بدعوى إنشغالها في الوقت الحالي وهو ما أحدث جدلًا واسعًا في الشارع الفلسطيني.
بدوره كشف عضو اللجنة المركزية للجان المقاومة الشعبية، علي الششنية، كواليس تأجيل اجتماع القاهرة وأسباب عدم إجرائه، قائلًا: إن " الحوارات كان يُراد منها تشكل معالم الوِحدة الوطنية والخروج بقرار يخدم أبناء شعبنا الفلسطيني إلا أن الجميع صُدم بقدوم السلطة الفلسطينية بأجندات (الرفض) للعديد من القضايا، وهو ما قُوبل بموقف معارض مِن قِبل الكل الوطني".
وأضاف الششنية - في تصريحاتٍ خاصة لموقع "دار الحياة-واشنطن" - أن السلطة الفلسطينية أبلغت المخابرات المصرية رفضها حضور كافة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، للجلوس على طاولة الحوار، وكان ذلك الرفض أحد الأمور التي عرقلت اجراء حوارات القاهرة والتي كانت مقرر انطلاقها اليوم السبت.
وأشار القيادي في لجان المقاومة، إلى أن السلطة الفلسطينية اتخذت موقفًا غير مبرر بإصرارها على اتباع ذات الآلية السابقة لإعادة إعمار قطاع غزة على الرغم من تداعياتها الكارثية على الاقتصاد الفلسطيني وعلى العائلات التي هُدمت بيوتها خلال العدوان على قطاع غزة عام 2014 ولم يتم إعمارها حتى يومنا هذا ومن ضمنها المجمع الايطالي على الرغم من وجود الموازنات اللازمة لذلك.
وأكد أن حالة التفرد والإقصاء والإجراءات غير القانونية التي تتخذها السلطة برئاسة محمود عباس، بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة تُعرقل وتُفسد حالة الوحدة وإنهاء الانقسام الذي كان يرنو إليها شعبنا في كافة أماكن تواجده سيما بعد معركة "سيف القدس" التي قلبت كل الموازين.
وعلى الصعيد الإسرائيلي، كان اتخاذ قرار مسيرة الأعلام التي كانت مقررة الخميس الماضي، أحد الأسباب التي دعت الفصائل الفلسطينية للطلب من المخابرات المصرية تأجيل اجتماعات القاهرة من أجل مراقبة الميدان، معتبرة "الفصائل"، أن خروج مسيرة الأعلام سيُغير دِفة المركب نحو العودة إلى التصعيد العسكري أو المضي قدمًا في بحث تثبيت وقف اطلاق النار، سعيًا للذهاب بموقف موحد قادر على صياغة رؤية وطنية استراتيجية لتوحيد شتات البيت الفلسطيني وانهاء كافة الملفات العالقة.