أحمد الفيشاوي..المصري-الفلسطيني: طالما وطني محتل فسأدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة

مشاركة
أحمد الفيشاوي أحمد الفيشاوي
واشنطن - دار الحياة 05:37 ص، 08 يونيو 2021

 

أحمد الفيشاوي مصري الأب فلسطيني الأم مقيم في واشنطن وأنهى دراسته في معهد الدراسات الجامعية والمهنية بولاية نيويورك الأمريكية، كان يخطط للاحتفال بنجاحه وتخرجه إلا أن العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، فرض نفسه على اللقاء الذي أجراه موقع "دار الحياة-واشنطن" معه، حيث أبدى استنكاره وإدانته الشديدين لهذا العدوان، موضحًا أن متابعة للأحداث في الوطن العربي وليس فقط في بلده مصر أمر روتيني إعتاد عليه، بالرغم من أن معظم زملائه من الطلاب هم أمريكيون. 

ولفت إلى أن دفاعه عن القضية الفلسطينية ورفضه للاحتلال والتمييز العنصري الذي تمارسه "إسرائيل" ليس ناتجا عن كونه ولد لأم فلسطينية، وقال: إن أي إنسان يؤمن بقيم العدل والمساواة ويرفض الظلم سيدعم القضية الفلسطينية لأنها قضية عادلة ، شعبها تعرض لأقصى أنواع الاضطهاد ، مضيفًا : لقد ارتكبت إسرائيل كل الجرائم البشعة بحق الفلسطينيين من مجازر لإرهابهم وجعلهم يرحلون عن أرض آبائهم وأجدادهم.

ويوضح الفيشاوي أن ما حدث في نكبة 1948 عندما تم إنشاء دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية التي اغتصبت قامت العصابات الصهيونية المسلحة التي ارتكبت المجازر في قرى ومدن فلسطينية، بتهجير معظم الفلسطينيين قسرًا إلى خارج فلسطين، لكن عندما هزم العرب في يونيو حزيران 1967 ، حاولت "إسرائيل" تنفيذ ذات السياسة لكنها لم تنجح.

وقال الفيشاوي : "حتى يومنا هذا إسرائيل مستمرة في اغتصاب البيوت وطرد أهلها ، وبات هذا جليًا من خلال قيامها بتهديد الفلسطينيين وطردهم من بيوتهم في الحي المقدسي الشيخ جراح وبلدتي سلوان وشعفاط القريبتين من القدس والعديد من الأحياء".  

وأبدى استنكاره الشديد تجاه صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم بل ودعمه لإسرائيل ، قائلًا : "الحكومات تدعم إسرائيل لكن الشعوب والرأي العام يقف بجانب الفلسطينيين".

أنا من جانبي أتحدث مع زملائي وأوضح لهم الحقيقة وأشعر بأن هذا واجبي ليس فقط لأني مصري - فلسطيني بل لأنني إنسان أرفض كل أنواع الظلم للإنسان، مبديا استنكاره للاعتداء المستمر على المصلين في المدينة المقدسة، القدس سواء في المسجد الأقصى أو كنيسة القيامة. وتساءل بغضب،  كيف يصمت العالم على الهجوم والإرهاب الذي تعرض له المصلون في المسجد الأقصى من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في شهر رمضان الفضيل ؟  

وحول صواريخ المقاومة التي انطلقت من غزة باتجاه المستعمرات الإسرائيلية والمدن التي يقطنها الإسرائيليون في فلسطين، قال: طالما وطني محتل فيجب أن أدافع عنه بكل ما أوتيت من قوة ، ثم أن هذه في الأساس مدن فلسطينية وإسرائيل اغتصبتها وجلبت يهودًا غرباء من سائر أنحاء العالم  ليقيموا فيها، بينما أصحاب الأرض الأصليين ممنوعون من العودة إلى فلسطين والإقامة في بيوتهم التي طردوا منها. 

وعلق الفيشاوي على حياة في المجتمع الأمريكي، قائلًا: "هناك وعي في المجتمع الأمريكي، لقد فوجئت بوجود يافطة كبيرة أمام المدرسة التي تخرجت منها مكتوب عليها (إسرائيل دولة عنصرية وفلسطين حرة)، على الرغم من وجود يهود كثيرين في مدرستي".

وقال: ليس كل اليهود داعمين لإسرائيل ، هذا مفهوم خاطئ (..) يوجد كثير من  اليهود يرفضون ممارسات إسرائيل العدوانية ويؤيدون الفلسطينين ويدعون إلى ضرورة إقامة دولة لهم، بل أن هناك من يدعمون حركة مقاطعة الاستثمارات في إسرائيل.

عشت في أمريكا منذ أكثر من ٧ سنوات، أعجبت هنا بجودة الصحة والتعليم وهما متاحان ومتوفران للجميع بالمجان، وهناك فرص متساوية للجميع ، والكفاءة هي المعيار وليس الواسطة، فهناك مساواة بين الناس، أيضًا لا يوجد هنا في أمريكا كلمة بعدين، فالعمل هنا مقدس وتأجيل القيام به أمر غير وارد، هناك دقة في العمل وكل شخص يقوم بواجبه ويتحمل مسؤلياته لأن هناك محاسبة. 

وفي ختام اللقاء مع "دار الحياة-واشنطن" سئل الفيشاوي عن خططه المستقبلية ومتى يفكر في العودة إلى مصر، فأجاب: "سأبدأ هذا العام الدراسة في جامعة جورج مايسون وهي تستغرق أربع سنوات لذلك سفري إلى مصر سيكون للزيارة فقط"، وزاد: "تظل مصر في قلبي .. حبي لها بالفطرة أتمنى لها كل الخير فهي بحق أم الدنيا".