الأزمة اللبنانية بلغت حِدتها

خاصالوزيرة "اوهانيان" لدار الحياة: المنشآت الرياضية مهملة ومتروكة وتحويلها إلى مخازن جريمة

مشاركة
وزيرة الشباب والرياضة فارتينه أوهانيان وزيرة الشباب والرياضة فارتينه أوهانيان
بيروت - خاص دار الحياة - أسعد البيروتي 01:48 م، 29 مايو 2021

قالت وزيرة الشباب والرياضة في حكومة تسيير الأعمال اللبنانية فارتينيه اوهانيان: إن "الأزمات السياسية التي يمر بها لبنان أثرت على القطاع الرياضي المتضرر أصلًا قبل ثورة تشرين نتيجة تراجع الأوضاع في البلاد، وزيادة حِدة الانهيار الاقتصادي التي بلغت ذروته مع قدوم أزمة كورونا".

وأضافت اوهانيان خلال حوار خاص مع موقع دار الحياة – واشنطن: "
لنكن واقعيين، هناك خلل كبير، يتمثل في أن الدولة لم تنظر أبداً منذ نشأة الجمهورية اللبنانية، إلى قطاعات الشباب والكشافة والرياضة على أنهم أولوية، مع أن ذلك برأيي خطأ استراتيجي، وهذا الخلل أدى إلى اعتماد هذه القطاعات على أسس أخرى كي تستمر، مثل رجال الأعمال والمعلنين".

وتابعت وزيرة الشباب والرياضة: " المؤسف أكثر، هو مجيء الأزمات السياسية المتلاحقة لتُبعد رجال الأعمال والممولين والمُعلنين، وتنعكس على تفاصيل حياة الأندية في مناطقها الجغرافيّة، وحياة الاتحادات وتركيبتها، فيتأثر كل القطاع بالسياسة والسياسيين، بما في ذلك المعارك الانتخابية والخدمات وخلافه".


وحول تداعيات جائحة كورونا على القطاع الرياضي في لبنان، أشارت وزيرة الشباب الرياضة، إلى أن جائحة كورونا زادت قسوة وحِدة الانهيار الاقتصادي وأكملت الصورة سوادًا، حيث أوصلت القطاع الرياضي إلى وضع سيىء، بسبب أن المعلنين غير موجودين ورجال الاعمال ابتعدوا والمؤسسات الاعلامية باتت غير قادرة على التبني وأضحت دعم سُبل التمويل على اختلافها غير موجودة.

وأشارت "أوهانيان" إلى أن الحكومة اللبنانية جمّدت المساهمات عن العام الماضي، التي يَحق لوزارة الشباب والرياضة منحها ويتواصل التجميد حتى يومنا هذا، سيما وأن هذه المساهمات اصبحت قيمتها لا تذكر، وهي محدودة القيمة.

 وأكدت الوزيرة اللبنانية، أن وزارتها "تبحث عن سُبل دعم جديدة في ظل توقف البلاد، وما يزيد من صعوبة مهمتنا اننا جزء من حكومة تصريف اعمال".

وحول ما أسمته بالفضيحة وتداعيات ذلك على القطاع الرياضي، أوضحت وزيرة الشباب والرياضة اللبنانية، أنها قامت بفتح تلك القضية خلال أحد اجتماعات اللجنة الوزارية المكلّفة بملّف "كورونا"، ولفتت بحديثها لفت الانتباه إلى الواقع المزري الذي تعيشه المنشآت الرياضية، وتحويل بعضها إلى مخازن، قائلة: "لا يكفي الاتحادات الرياضية حرمانها من المساهمات المالية في العام الماضي والاستمرار في حرمانها حتى الآن، حتى يأتي موضوع تحويل المنشآت الرياضية إلى مخازن ليقضي على ما تبقّ".


وأضاف "اوهانيان": "المنشآت الرياضية مهترئة ومتروكة من قبل الدولة لسنوات بلا صيانة، وتحويلها إلى مخازن هو في حد ذاته جريمة"، وهو أحد مسببات الوضع القائم، لفتت وزيرة الشباب والرياضية إلى أنه لا يوجد مسبب واحد بعينه، حيث أن تلك المؤسسات تُركت مهملة على مدى سنوات طويلة، وهو ما تتحمل مسؤوليته الحكومات المتعاقبة، لأنها لم تنظر ابداً باهتمام الى قطاعي الشباب والرياضة".

وشددت الوزيرة اللبنانية، على أن وزارة الشباب والرياضة، لديها دراسات جاهزة لتأهيل المنشآت الرياضية الحكومية وفي طليعتها المدينة الرياضية، وهي تحتاج الى مبالغ كبيرة جداً، لكن "ما زاد الطين بلة" هو قدوم جهات حكومية واتخاذها قرارات بتحويل منشآت مهترئة وغير مهيأة إلى مخازن، مؤكدة أن هذا الموضوع قيد المتابعة
.

وفيما يتعلق بآمال الشباب اللبناني من وزارة الشباب والرياضة والرسالة الموجهة اليهم، قالت وزيرة الشباب فارتينيه اوهانيان: إن " آمال الشباب اللبناني هي أن تلعب الوزارة دورها، وتقوم برعاية القطاعات المسؤولة عنها، أي الشباب والكشافة والرياضة، وهي قطاعات تمثل جزءاً كبيراً جداً من الشعب اللبناني، ويكون ذلك من خلال القيام بخطوات ضرورية.

أولاً، تعديل القوانين والمراسيم والقرارات التي ترعى عمل وحياة هذه القطاعات، وقد أنجزنا قانون عصري جديد للوزارة، ومرسوم جديد لها، وأعدننا تصور لمرسوم للحركة الرياضية والشبابية والكشفية، ولكن استقالة الحكومة جمّد كل شيء.

ثانياً، تنفيذ السياسة الشبابية المنجزة منذ سنوات والتي تشكّل الخطوة الرئيسية للمساهمة في حل مشاكل الشباب.

ثالثاً، تنفيذ الاستراتيجية الوطنية التي أُعدّت في العام 2010، والتي أنجزنا إعادة صياغتها لتتلاءم مع القانون والمرسوم الجديدين.

تأهيل المنشآت الشبابية والكشفية والرياضية.

رابعاً، تأمين مصادر تمويل للحركة الرياضية من خلال إحياء فكرة الصندوق الوطني للأنشطة الرياضية والشبابية والكشفية.

خامساً، تفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات مع الدول الشقيقة والصديقة.

سادساً، تفعيل العلاقة مع منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية بهدف إعداد مشاريع وطنية مكثفة وتنفيذها.

سابعاً، ترميم هيكلية الوزارة بالاستناد إلى القانون الجديد، وتزويدها بالموظفين، ووضع أسلحة بيدهم تتمثل بالتقنيات الحديثة والتجهيز وسوى ذلك وغيرها من الاجراءات المشابهة والأخرى.

وحول اقرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن الأرمن تعرضوا لإبادة جماعية خلال الفترة العثمانية، وصفت وزيرة الشباب والرياضة القرار بالتاريخي كونه يُعيد الحق لأصحابه بعد نضال طويل دام لأكثر من 100 عام، فأبناء الأرمن في الداخل و الشتات ورّثوا لأحفادهم الاستمرار في المطالبة بحقهم التاريخي، وهو أبسط شيء خلال هذا العمر الطويل من السنوات، وما يؤكد ذلك هو الحفاظ على إحياء ذكرى الابادة الارمنية كل عام ليبعث برسالة متكررة للعالم بأن الأرمن الذين سقط منهم ما يقرب من مليون ونصف المليون شهيد حريصون كل الحرص على ألا تتكرر تلك المأساة في أي دولة من دول العالم ويطالبون بالتعويض.

وختمت وزيرة الشباب والرياضة في لبنان فارتينيه اوهانيان حديثها لدار الحياة بالقول: " إذا كان الانكار يتنافى مع القيم الأخلاقية والانسانية والقانونية والدينية، فإن كشف الحقيقة والاعتراف هما مقدمة طبيعية لتحقيق العدالة، والاعتراف والاعتذار سوف يسهم حكما في استعادة السلام وتحقيق الحق والعدالة ومحاربة الإفلات من العقاب، وردع انتهاكات حقوق الإنسان في المستقبل".