كشفت اللجنة القضائية في مجلس النواب الأميركي أن الجلسة الأولى الخاصة بإجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستعقد يوم الأربعاء المقبل/ 4 كانون الأول 2019.
وقال النائب الديمقراطي ورئيس اللجنة القضائية بمجلس النواب "جيرولد نادلر" : إن على ترامب المشاركة في الجلسة أو "التوقف عن الشكوى من الإجراءات الحالية" ، لافتا إلى أنه إذا قرر الحضور، فسوف يتمكن من استجواب الشهود.
اقرأ ايضا: الصين: مجلس الأمن فشل تجاه القضية الفلسطينية..وعلى إسرائيل التخلي عن القوة
وتعتبر هذه الجلسة بمثابة المرحلة التالية من التحقيق الذي يهدف إلى مساءلة الرئيس بشأن المكالمة الهاتفية التي جرت بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في يوليو/تموز الماضي.
وأرسلت اللجنة مذكرات استدعاء لكل من مسؤول مكتب الإدارة والميزانية " مارك ساندي "، والدبلوماسي الأمريكي "فيليب ريكر"، بعد ساعات من إعلان ترامب أنه يحب أن يرى الكثير من كبار المسؤولين في إدارته يستجيبون للإدلاء بشهاداتهم في التحقيق في قضية المساءلة، ولكنه استدرك قائلا، إن البيت الأبيض يمنعهم من القيام بذلك لحماية مؤسسة الرئاسة.
وكان ترامب قد جدد هجومه الثلاثاء الماضي ضد الديمقراطيين وبما وصفها بـ"المطاردة العبثية"، وذلك خلال ترأسه مهرجان إنتخابي صاخب لمؤيديه في فلوريدا .
ويحاول الديمقراطيون بذل جهودهم لجمع الأدلة الكافية لبناء قضية قانونية ضد ترامب، تشير إلى أن ترامب "استفاد شخصيا" من المساعدة العسكرية الأميركية لأوكرانيا، ووعد الرئيس الأوكراني، بإستضافته في البيت الأبيض مقابل التحقيق في مزاعم ضلوع نائب الرئيس السابق "جو بايدن" بنشاطات فساد .
الجدير بالذكر أن بايدن يعتبر المنافس الأقوى لترامب في حملة الانتخابات المقبلة.
ومع دخول التحقيق مرحلة جديدة أعلن رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي النائب "آدم شيف" أمس أن تقريرا سيصدر الأسبوع المقبل - عقب عودة المشرعين من إجازة عيد الشكر في الثالث من كانون الأول-لبحث ما إذا كان يتعين إطلاق عملية العزل بحق ترامب وما هي لائحة الاتهامات الواجب توجيهها إليه.
الجدير بالذكر لجنة الاستخبارات هي التي أشرفت على التحقيقات العلنية لتسليم، وهي تستعد لتقديم كم من الاستنتاجات من أجل تحقيق العزل الجاري بحق الرئيس الأمريكي إلى اللجنة القضائية،
وفي السياق ذاته أمهلت اللجنة ترامب حتى الأحد المقبل لإبلاغها بقراره بشأن حضور الجلسة من عدمه.
ويسعى الديمقراطيون المسيطرون على مجلس النواب إلى إنهاء التحقيق في غضون ثلاثة أسابيع وطرح مسألة عزل ترامب على التحقيق النهائي في المجلس حتى عيد الميلاد، مما سيمهد الطريق لتسليمها إلى مجلس الشيوخ ذو الأغلبية الجمهورية في شهر كانون الثاني 2020 .
ويتمحور تحقيق العزل حول الضغط الذي مارسه الرئيس الأمريكي ترامب على نظيره الأوكراني زيلينسكي ، بغية إجباره على فتح تحقيق مع "هانتر بايدن" نجل المرشح الديمقراطي المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية المقبلة "جو بايدن" نائب الرئيس السابق باراك أوباما و العضو السابق في إدارة شركة "بوريسما" الأوكرانية في مجال الغاز.
وبحسب تقديرات مختلفة فإن التحقيقات العلنية في إجراءات عزل ترامب والتي بدأت يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني الماضي واستمرت لمدة 7 أيام متتالية، في الكونغرس الأميركي، من أجل تقيّيم لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ما إذا كان الرئيس الأميركي ترامب قد حجب مساعدات، ومارس ضغوطا على أوكرانيا للتحقيق مع منافسه الديمقراطي المحتمل جو بايدن، قد ألحقت ضررا بالغا بالرئيس ترامب، خاصة وأن مسؤولين مهمين من الإدارة، اضطروا تحت القسم أن يوجهوا أصبع الاتهام له بأنه "فعل ذلك" حيث جاء ذلك واضحا تماما في إفادة السفير الأميركي الحالي لدى الاتحاد الأوروبي ، "غوردون سوندلاند"، الذي استمع لمحادثة الرئيس ترامب مع نظيره الأوكراني، "زيلينسكي" ، وكذلك المسؤولة السابقة في مجلس الأمن القومي "فيونا هيل".
ويعتبر طلب مساعدة دولة أجنبيةفي سبيل تحقيق مكاسب انتخابية، أمراً غير قانوني في الولايات المتحدة، ولكن الرئيس ترامب وحلفاءه في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ظلوا متمسكين في نفيهم أن يكون الرئيس الأميركي ارتكب أية مخالفات.
وأوضحت الجلسات أن الحزبين ، الديمقراطي الذي يسيطر على مجلس النواب، والجمهوري الذي يسيطر على مجلس الشيوخ ، يتمترسان بصلابة وراء مواقفهما الحزبية، وليس هناك أي دليل على أن هذا الأمر سيتغير بشكل ملحوظ في المستقبل، حتى وإن كان هناك المزيد من جلسات الاستماع والمزيد من استجواب للشهود الذين قد يوجهوا أصابع اتهام أخرى إلى الرئيس ترامب ، مما يعطي المزيد من الزخم لمساعي عزله.
ولذلك، يعتقد كثيرون أن مجلس النواب يتجه نحو رفع "مواد العزل" والتصويت عليها الشهر المقبل، ولكن التصويت سينقسم وفق الانتماء الحزبي، أي سيصوت الديمقراطيون لعزل ترامب، فيما سيصوت الجمهوريون ضد العزل. وبحكم أن العزل في مجلس النواب يحتاج إلى أغلبية بسيطة، وهناك أغلبية ديمقراطية واضحة في مجلس النواب، فمن المرجح أن يعزل ترامب في مجلس النواب.
من المتوقع أن تبدأ اللجنة القضائية في صياغة مواد المساءلة في أوائل ديسمبر/كانون أول، وهي عبارة عن اتهامات بارتكاب مخالفات ضد الرئيس.
اقرأ ايضا: "فيتو" أمريكي جديد ضد قرار من مجلس الأمن يدعو لوقف إطلاق النار في غزة
وبعد التصويت في المجلس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، ستجري مساءلة الرئيس في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، وإذا أدين الرئيس بأغلبية الثلثين، وهو أمر يستحيل حدوثه في هذه الحالة، فسوف يكون ترامب أول رئيس أمريكي يُطرد من منصبه نتيجة تحقيقات عزله .