كتاب هايلي يكشف النقاب عن خلافات أمريكية بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس

مشاركة
نيكي هايلي نيكي هايلي
واشنطن - جيهان الحسيني 08:03 م، 15 نوفمبر 2019

 قالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة "نيكي هايلي" أنَّها  دافعت ودعمت بشدة  قرار اعتراف بلادها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إليها ، بينما  عارض وزير الخارجية الأميركي السابق "ريكس تيلرسون" بقوه تلك الخطوة، معتبرة إياه  أحد أبرز خصومها في الإدارة الأمريكية، جاء ذلك في كتابها الجديد الذي تمَّ نشره وظهر في الأسواق الثلاثاء الماضي، والذي يحمل عنوان "مع كل الاحترام اللازم: الدفاع عن أميركا بقوة ولياقة".

وقد اشتعلت وتيرة الخلافات الداخلية منذ السنوات الأولى لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية  تجاه إسرائيل، حيث سجَّلت السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة (نيكي هايلي)، في كتابها الجديد، بعض من هذه الخلافات.

وأكثر ما أجَّجَ الخلافات الأمريكية الداخلية، قرارات ترامب الرئيسية بشأن المنطقة، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وسحب المساعدات من الوكالة الأممية لدعم وغوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

ووصفت "هايلي" وزير الخارجية الأمريكي السابق "ريكس تيلرسون" بأكبر خصم لها في الإدارة، حيث اعترض "تيلرسون" وآخرون في مجلس الأمن القومي بشدة على قرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، بينما دعمت "هيلي" هذه الخطوة.

وقالت "هايلي" في كتابها: "إنني دعمت هذه الخطوة - في إشارة لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس - فالسفارات تقع في العواصم في كل بلد في العالم تقريبا (..) ويجب أن لا تكون إسرائيل مختلفة" ، لافتة  إلى أن هناك في البيت الأبيض والإدارة الأمريكية  أصوات عارضت ذلك (..) كان هناك فصيل يعتقد  أنه يجب لهم وليس للرئيس اتخاذ القرار النهائي بما يتعلق بالسياسة"، وأردفت:  لقد ادعوا بأن نقل السفارة سيؤدي إلى اندلاع أعمال عنف من شأنها أن تلحق الضرر بعملية السلام. 

وأوضحت هايلي أنَّ وتيرة الخلافات الداخلية في الإدارة الأمريكية قد ارتفعت وتيرتها أثناء عملية نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس ، وقالت: " كان صوت أعضاء هذا الفريق،  وحاولوا بكل الطرق   إقناع الرئيس  بأنه إذا فعل الرئيس ذلك ، فسوف تسقط السماء. ظنوا أنه يمكنهم العمل معا لتحديد توجه الرئيس، وقد حاولوا القيام بذلك".وتابعت : هذا الفريق -المعارض-كان يعتقد أنه يحق له وليس للرئيس ترامب  إتخاذ القرار النهائي بما يتعلق بالسياسة تجاه  إسرائيل ، وزادت: كان من الواضح أن هناك محاولات لتحدي رغبات الرئيس في نقل السفارة . 

ولفتت هايلي  إلى أن " تيلرسون"، أعلن في منتصف الاجتماع أنه يريد أن يتم تسجيل معارضته رسميا في محضر الجلسة.

وكان ترامب قد اعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل في السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2017، كما وأعلن عن نيته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وقد تم افتتاحها فعلا في مايو/آيار 2018.

وتتباهى هايلي في كتابها أنَّها ركزت أثناء عملها كسفيرة في الأمم المتحدة على "تغيير ثقافة الأمم المتحدة المنحازة ضد إسرائيل".

وتقول "لقد سمعنا جميعا قصصًا عن الظلم والخلل بعمل الأمم المتحدة ، وعن التحيّز ضد إسرائيل(..)  كنت مستعدة لبعض ذلك عندما دخلت هذا الاجتماع، ولكني لم أكن مستعدة للمدى السيئ الذي وصل إليه الأمر"، مُدَّعية أنَّ ذلك الاجتماع (شباط 2017)تم خلاله  تجاهل استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية، وبناء حزب الله لترسانة أسلحة غير شرعية، وأنشطة حماس المُسلحة "مما جعلني أُدرك أن هذا الوضع (مهاجمة إسرائيل) هو القاعدة وليس الاستثناء"

وتضيف "إن إسرائيل والفلسطينيين وحدهم على جدول الأعمال، وهناك دولة واحدة فقط يتم إلقاء اللوم عليها – إسرائيل... إنه مجرد أحد أعراض هوس الأمم المتحدة بالدولة اليهودية الوحيدة في العالم"، مدعية أنها غيرت أسلوب الحوار في الاجتماعات الدورية "بعيدًا عن إسرائيل (..) نعمتحدثنا بين وقت وآخر عن إسرائيل أنها  ليست مثالية، لكنها لم تعد ما نركز عليه في هذه الاجتماعات".

وتعتبر هايلي أن حرمان رئيس الوزراء الفلسطيني السابق "سلام فياض " من منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا هو أحد أهم إنجازاتها، وكذلك في الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وقطع المساعدات عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا".

وفي سياقٍ آخر على صعيد الانتخابات الرئاسية المقبلة  نفت هايلي نيتها خوض الانتخابات  كمنافسة للرئيس ترامب من الحزب الجمهوري.

اقرأ ايضا: السلطات الإيرانية تصوت على قرار جديد بشأن السنوار