لا زال فتيل الثورة مشتعل في العراق، فقد دخلت المظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات العراقية أسبوعها الثالث اليوم، لتشهد العراق يوما دمويا أسودا.
وتشتعل ساحات التظاهر في العاصمة بغداد وفي محافظات البصرة وميسان والناصرية والمثنى والديوانية وكربلاء والنجف والحلة والمثنى -منذ ليلة الخميس وصباح اليوم -بحشود شعبية كبيرة.
فقد صرحت مصادر طبية وأمنية أنَّ أربعة أشخاص قتلوا في وسط العاصمة بغداد، كما وبلغ عدد القتلى في مدينة البصرة إلى سبعة قتلى، وأنَّ ما يقارب 160 آخرين أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار عليهم أمام مبنى مجلس المحافظة.
وكانت القوات الأمنية العراقية في البصرة قد كثفت حضورها في الشوارع، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى وسط المدينة، بعد الأحداث الدامية التي عرفتها مساء أمس.
ودارت تلك الأحداث بعد محاولة قوة أمنية فض اعتصام ينفذه عشرات ممن كانوا قد نصبوا خياما أمام مبنى المحافظة، وأطلقت النار عليهم في محاولة لتفريقهم.
وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء عبد الكريم خلف أن أحداث البصرة ناتجة عن قيام ما وصفها بجهات منحرفة بالاعتداء بالأسلحة على المتظاهرين وقوات الأمن، بهدف خلط الأوراق.
وفي كربلاء قامت القوات الأمنية بحرق خيم المعتصمين أمام مبنى محافظة مديرية التربية وسط المدينة لإرغام المتظاهرين على التفرق،
فيما شهد جسر الشهداء وسط بغداد أحداث دموية ليرتفع عدد القتلى إلى ستة محتجين جراء استخدام القوات الأمنية للرصاص الحي في فض المحتجين.
وعلى الرغم من استخدام العنف المفرط من قبل القوات الأمنية، فقد واصل المتظاهرون التوافد إلى ساحة التحرير وسط بغداد، للمطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد.
من جهة أخرى صرحت البعثة الأممية في بيان لها أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش قلقٌ إزاء ارتفاع عدد القتلى والجرحى في المظاهرات المستمرة بهذا البلد.
وأوضح بيان البعثة عن غوتيريش أن التقارير الواردة من العراق مثيرة للقلق، وتعبر عن استمرار استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.
وكانت حملة تنفذها السلطات العراقية على محتجين قد أودت بحياة أكثر من 260 شخصا منذ اندلاع الاضطرابات أول أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب البطالة المتفشية، وتردِّي الخدمات بفعل الصراع والعقوبات والفساد على مدى العقود السابقة.