"رمضان في غزة".. "حساء الصبار والأعشاب" يكتم صرخات "الجوع المتواصل"

11:51 ص ,31 مارس 2024

مر نحو 177 يومًا على بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم من على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وسط أوضاع قاتمة يعيشها سكان القطاع خلال شهر رمضان، في ظل ظروف شبيهة بالمجاعة، ومعارك وقصف يومي مستمر، وتدمير عدد كبير من المساجد، وارتفاع أسعار كافة المنتجات الغذائية "المتوفرة".

وتستعرض صحيفة "وول ستريت جورنال" - في تقرير لها - بعضًا من المشاهد في القطاع المحاصر والمنكوب، إذ أن تلك الأجواء تدفع السيدة الفلسطينية، حسناء جبريل، إلى "غلي الماء غير النظيف لصنع حساء من الصبار والأعشاب" من أجل إفطار عائلتها.

وتقول السيدة البالغة من العمر 58 عامًا، وهي تحتمي في خيمة مع زوجها في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بين أكثر من مليون فلسطيني نازح آخر: "نحن نستخدم أي شيء يمكننا العثور عليه".

وأضافت الخمسينية أن "صيام شهر رمضان لم يغير مقدار ما تأكله"، حيث أن علب الحمص والتمر القليلة التي تلقتها كمساعدات في الأسابيع الأخيرة لم تكن كافية لأكثر من وجبة واحدة في اليوم، قائلة: "يبدو أننا كنا صائمين عن الطعام والماء منذ أشهر".

والآن، زوجها لا يتناول وجبات رمضان، ليس لأنه ليس جائعًا، وقالت: "يعتقد أنه يدخر لي المزيد من الطعام، بينما يخفي إرهاقه ودموعه على حالنا".

شهر رمضان الكريم حل هذا العام على الفلسطينيين بقطاع غزة في ظل واقع جديد قاتم، فقد دمرت الغارات الإسرائيلية غالبية المساجد، وهناك آلاف الأيتام يتجولون في الشوارع، ويتجنب الناس التجمعات الكبيرة خشية أن تجذب انتباه الجيش الإسرائيلي.

وتروي سارة الغلاييني، التي تعيش في منزل شقيقتها بمدينة غزة المدمرة التي أصبحت خالية من العديد من سكانها ومليئة بالمنازل المدمرة، بما في ذلك منزلها.

إذ قالت الفتاة البالغة من العمر 24 عامًا إن العديد من أحبائها فروا إلى الجنوب سعيًا لتجنب القصف العنيف في الشمال، مضيفة: "نحن محاصرون، القصف لا يتوقف لذا لا نغادر المنزل، نحن خائفون من أن نقتل في أي لحظة".

الغلاييني أكدت أنها تفتقد قضاء وقت ممتع في شهر رمضان في التجمعات العائلية المفعمة بالحيوية، والإفطار معًا على طعام طازج وساخن. 

لقد أفطرت صيامها الأول هذا العام على الخبز والتمر والماء، وقالت: "ليس لدينا ما يجعلنا نشعر بأننا في شهر رمضان".

ويعاني سكان غزة من جوع "كارثي"، وسط توقعات أن تضرب المجاعة شمال القطاع "في أي وقت" في الفترة الممتدة حتى مايو في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.

ويعتبر الوضع الإنساني سيئًا بشكل خاص في شمال غزة، الذي انقطع إلى حد كبير عن وصول المساعدات والسلع التجارية منذ بدء الحرب.

يأتي ذلك فيما يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة برًا وجوًا وبحرًا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني 70 % منهم من الأطفال والنساء، وفقًا لآخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة.

وتفرض إسرائيل حصارًا شاملاً على القطاع ومنعت إمدادات الغذاء والماء والوقود وغيرها من الاحتياجات الإنسانية عن أكثر من 2.3 مليون شخص هم إجمالي سكان القطاع.

وبفعل حربها البربرية على القطاع، تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من حلفائها الغربيين لوقف الهجوم العسكري في غزة الذي أدى إلى تدمير جزء كبير من القطاع الساحلي المكتظ بالسكان.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2024

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com