السيسي: مصر لن تسمح بنزوح الفلسطينيين ويجب عدم توسيع دائرة الحرب

12:03 م ,25 أكتوبر 2023

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أنه اتفق مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة بذل الجهود لاحتواء الأزمة في قطاع غزة، وتجنب اتساع نطاق التصعيد، والعمل على ألا يكون لها تداعيات أكثر من ذلك، مجددا موقف مصر الرافض للنزوح أو التهجير القسري لسكان القطاع.
ونبه السيسي،  خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي، عقب مباحثاتهما، بقصر الاتحادية في القاهرة اليوم الأربعاء، إلى خطورة الأزمة في قطاع غزة؛ حيث إنها تؤثر على المنطقة والعالم أجمع، مشيرا إلى أنه استعرض مع نظيره الفرنسي أزمة قطاع غزة "بعمق شديد ".
وأكد السيسي، أنه اتفق مع ماكرون، على ضرورة منع اتساع الأزمة الحالية في قطاع غزة، بحيث "لا تشمل عناصر أخرى أو مناطق أخرى"، مشيرا إلى أنهما اتفقا على العمل على احتواء التطورات التي يمر بها قطاع غزة.
وأوضح الرئيس السيسي، أنه وماكرون "ينظران بخطورة شديدة جدا إلى اتساع دائرة العنف"، لتشمل أطرافا أخرى داخل الإقليم أو المنطقة، وما يترتب عليها من مخاطر شديدة جدا على الاستقرار والأمن في المنطقة، وأنه جرى التوافق على التحرك والعمل بشكل مكثف من أجل منع مزيد من تدهور الموقف في المنطقة .
وأكد أن الأزمة في غزة؛ تؤثر على المنطقة والعالم، مشيرا إلى أن ماكرون تفهم خطورة فكرة عملية النزوح أو التهجير والخروج من القطاع إلى الأراضي المصرية، مضيفا "توافقنا على أنه أمر لن نسمح به في مصر، كما أنه خطر على القضية في حد ذاتها".
ونوه الرئيس السيسي بالتوافق مع نظيره الفرنسي على أن حل الدولتين، نافذة أمل، بعيدة على الإحباط واليأس الذي كان أحد أسباب الاقتتال، منبها إلى مخاطر غياب الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية، والذي كان أحد أسباب الجولة الحالية من الصراع وكذلك الجولات الخمس السابقة، خلال العشرين عاما الماضية.
وتابع: "اتفقنا على أن خروج أو تهجير الفلسطينيين؛ ليس حلا، وأن حل الدولتين لم ينجح حتى الآن والفلسطينيون متواجدون على أراضيهم، وليس من المعقول أن ينجح وهم خارج أرضهم ".
وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خطورة الاجتياح البري لقطاع غزة، وما ينتج عنه من ضحايا مدنيين كثيرين، مشيرا إلى أنه اتفق مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أهمية السعي من أجل عدم الاجتياح البري للقطاع.
وقال إن الهدف المعلن من الحرب؛ وهو تصفية حماس والجماعات والفصائل المسلحة الموجودة في القطاع، وهذا هدف تدرك الخبرات الموجودة لكل القادة على جميع المستويات بدول مختلفة، أنه أمر يتطلب سنوات طويلة جدا.
وأضاف أن 6 آلاف من المدنيين سقطوا حتى الآن نصفهم من الأطفال؛ وهو ما يجب وضعه في عين الاعتبار، حال استمرار الأزمة وعدم وضع سلامة المدنيين في الحسبان، عند التعامل مع "الفعل العسكري" الإسرائيلي في قطاع غزة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أنه اتفق مع نظيره الفرنسي على العمل الجاد من أجل إدخال المساعدات الإنسانية بالحجم الذي يتناسب من احتياجات 2.3 مليون فلسطيني متواجدين في القطاع، موضحا أنه منذ 15 يوما والقطاع تحت الحصار الكامل؛ وجرى قطع الكهرباء والمياه والوقود عنه؛ وهو أمر له تداعيات كبيرة جدا على الحالة الإنسانية داخل القطاع.
وأعرب الرئيس السيسي عن شكره للرئيس ماكرون على وعده بإرسال (مستشفى عائم)؛ من أجل تقديم الخدمة الطبية لمن يحتاجها من المصابين الفلسطينيين.
وأكد الرئيس السيسي أنه اتفق مع الرئيس ماكرون على إتاحة الفرصة والوقت للعمل على إطلاق مزيد من "الرهائن والأسرى"، الموجودين في القطاع؛ من خلال تهدئة الموقف "ما أمكن".
وأكد حرص مصر على القيام بدور إيجابي جدا في هذه الأزمة من خلال تفهم واقع تطور القضية الفلسطينية، وقال: "إنها قضية القضايا بالنسبة لمصر والمنطقة، والرأي العام العربي والإسلامي "متأثر جدا جدا ومقدر جدا أن حل هذه القضية سيكون لها انعكاس كبير جدا جدا".
ونبه الرئيس السيسي إلى مخاطر تغذية حالة الكراهية والغضب التي نحتاج إلى تفريغها من أجل إحياء عملية السلام وحل الدولتين، وما يحدث الآن هو ناتج عن فقدان الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية.
وقال: "من الممكن أن يسأل أحد هل هناك فرصة حقيقية لمكافحة الإرهاب، وأنا أقول للرئيس ماكرون، إن الفكرة بدأت في مخيمات الفلسطينيين نتيجة فقدان الأمل، وعدم وجود فرصة لإقامة دولة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل؛ تحترم وتحافظ على أمن الإسرائيليين والفلسطينيين سويا وفق الضمانات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف، وأنه عندما فقد الأمل، ونتيجة للممارسات التي كانت استهدفت خلال السنوات الماضية المسجد الأقصى والتوسع الاستيطاني؛ عمل على تغذية حالة الكراهية والغضب التي نحن نحتاج إلى تفريغها، بإحياء عملية السلام في المنطقة، مرة أخرى، وفقا لحل الدولتين".
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أهمية وقف التصعيد الجاري في قطاع غزة، وقال: "إننا نعيش فترة مظلمة والمهم أن نبذل كل في وسعنا لوقف التصعيد".
وأعرب الرئيس الفرنسي، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، اليوم الاربعاء، عن شكره للرئيس السيسي على استضافة "قمة القاهرة للسلام" للتذكير بالمأساة الحالية وضرورة إيجاد حل بأسرع ما يمكن، كما أثنى على الجهود التي بذلتها مصر منذ 7 أكتوبر الجاري فيما يتعلق بإطلاق سراح المحتجزين لدى "حماس" في قطاع غزة، وقال: "نحن نفعل كل ما هو ممكن لتسهيل هذه المسألة".
وأضاف ماكرون: "هناك أكثر من 200 رهينة تحتجزها حركة حماس، بينهم 9 رهائن من الفرنسيين مزدوجي الجنسية، ويجب إطلاق سراح كل الرهائن بأسرع ما يمكن"، موجها التحية لدولة قطر على الجهود التي بذلتها لإطلاق سراح محتجزين في غزة.
وقال إن "فرنسا لا تمارس ازدواجية المعايير، فالقانون الدولي ينطبق على الجميع، وفرنسا دائما تدافع عن قيم الإنسانية العالمية؛ فحياة البشر متساوية وليس هناك من أولويات، فكل الضحايا يستحقون تعاطفنا والتزامنا من أجل السلام في الشرق الأوسط".
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون: "ما نريده هو في الواقع مبادرة سلام وتفادي التصعيد ومعالجة الجذور لهذه المشكلة التي نمر بها اليوم، ويجب مكافحة الإرهاب لأنه في السابع من أكتوبر تم ارتكاب عمل إرهابي خطير ضد رضع أطفال ونساء وبالغين بدون مبرر، وقتل فرنسيون، هناك 31 مواطنا فرنسيا قُتل في هذه العملية"، مشددا على "ضرورة عدم التساهل أمام الإرهاب".
وأضاف: "يجب أن نتعلم الدروس المستخلصة من التحالف الدولي لمحاربة "داعش" وتبني التدابير المطلوبة ضد المجموعات الإرهابية التي تؤذينا في المنطقة"، مشيرا إلى "ضرورة التعاون الإقليمي والدولي لاستهداف الإرهابيين وحماية المدنيين والتعاون في مجال الاستخبارات وتبني تدابير متعددة لاستئصال الارهاب وهو ما سيتطلب الوقت والتحضير، ويحتاج إلى مجهود"، مؤكدا على أن "مصر وفرنسا تعرفان حجم المعاناة من الإرهاب".
وحول حماية المدنيين، قال ماركون، إن "المساعدة الإنسانية يجب أن تصل إلى غزة بدون عوائق وهو ما تحدثه فيه مع العاهل الأردني ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ومع الرئيس محمود عباس، موجهًا التحية لمصر على ما تفعله لسكان غزة اليوم".
وأكد أن فرنسا تصر على وصول المياه إلى قطاع غزة بدون أي عوائق وإعادة تزويد القطاع بالكهرباء وسوف نستمر بهذه العمل الملح الطارئ، مشيرا إلى أن فرنسا تعمل لدعم هذا الجهد.
وأوضح أن فرنسا زادت مساعداتها للأونروا خلال الاسابيع الماضية بقيمة 10 ملايين يورو لمصلحة الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن فرنسا تواصل التنسيق مع مصر؛ حيث إن هناك طائرة فرنسية سوف تصل غدا إلى مصر لتسليم معدات مواد طبية، وهناك طائرات أخرى سوف تلحقها محملة بإمداد الأدوية والمواد الطبية.
كما أعلن ماركون إرسال سفينة من البحرية الفرنسية لدعم مستشفيات غزة، وهي سوف تغادر مرفق طولون خلال الساعات المقبلة.

جميع الحقوق محفوظة لـ الحياة واشنطن © 2025

هاتف: 00961-81771671

البريد الإلكتروني: info@darhaya.com